كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 13)

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: «وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَثَلاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي» [1] . قَالَ: فامتلأ مِن ذَلِكَ فرحًا وقال: يا غلام ناولني الدَّوَاة. وكان القيّم بأمره الفضل بْن الربيع ومرتبته بُعَيْدَة، فناداني وقال: يا بقيّة ناوِلْ أمير المؤمنين الدَّواة بجانبك.
قلت: ناوِلْه أنت يا هامان.
فقال: سَمِعْتُ ما قَالَ لي يا أمير المؤمنين؟
قَالَ: اسكتْ، فما كنت عنده هامان حتّى أكون عنده فرعون (1) .
قَالَ يعقوب الفَسَويّ [2] : بقيّة يّذْكَر بحِفْظ، إلا أنّه يشتهي المُلح والطرائف فيروي عَنِ الضُّعفاء.
وروى عَبْد الرَّحْمَن بن الحَكَم بْن بشير، عَنْ وكيع قَالَ: ما سَمِعْتُ أحدًا أجرأ عَلَى أَنْ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِن بقيّة.
قُلْتُ: قَدْ خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيثًا تُوبِعَ فِيهِ، وَاسْتَشْهَدَ به البخاريّ، وله نسخة عن ابن جريح، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهَا: «تَرِّبُوا الْكِتَابَ» [3] . وَمِنْهَا: «مَنْ أَدْمَنَ عَلَى حَاجِبِهِ الْمُشْطَ عوفي من الوباء» [4] .
__________
[ () ] أن بلالا ليس بحبشيّ، وأما صهيب فعربيّ من النمر بن قاسط.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 280.
[2] في المعرفة والتاريخ 2/ 424، وتاريخ بغداد 7/ 124.
[3] ذكره ابن عديّ في الكامل 2/ 505 ونصّه من طريق: أحمد بن أبي يحيى البغدادي قال:
سألت أحمد بن حنبل في السجن، عن حديث يزيد بن هارون، عن بقية، عن أبي أحمد، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إذا كتبت كتابا فترّبه فإنه أنجح للحاجة والتراب مبارك» .
وذكره ابن حبّان في (المجروحين 1/ 202) بلفظ: «ترّبوا الكتاب وسجّوه من أسفله فإنه أنجح للحاجة» .
[4] رواه ابن حبّان في المجروحين 1/ 202: «عن سليمان بن محمد الخزاعي بدمشق، ثنا هشام بن خالد الأزرق، ثنا بقية، عن ابن جريج» .

الصفحة 129