كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 13)

وقال أبو قدامة السَّرْخَسِيّ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة كثيرًا ما يَقُولُ:
ذهبَ الزّمان فُسدْتُ غير مُسَوَّد ... ومن العناء تفرّدي بالسؤددِ
[1] .
قَالَ أبو حاتم [2] : ابن عُيَيْنَة إمام ثقة. وكان أعلم بحديث عَمْرو بْن دينار مِن شُعْبَة. وأثبت أصحاب الزُّهْرِيّ: مالك، وابن عُيَيْنَة.
وقال عَبْد الرزّاق: ما رَأَيْت بعد ابن جُرَيج مثل ابن عُيَيْنَة في حُسن المنطق [3] .
وروى الكَوْسج، عَنِ ابن مَعِين: ثقة [4] .
وقال يحيى بْن سَعِيد القطّان: اشهدوا أنّ ابن عُيَيْنَة اختلط سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. فمن سَمِعَ منه في هذه السَّنَةِ فسَماعه لا شيء [5] .
قلت: أَنَا أستبعد صحّة هذا القول. فإنّ القطّان مات في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين بُعَيد قدوم الحَجّاج بقليل. فمن الَّذِي أخبره باختلاط سُفْيان؟
ومتى لحق يَقُولُ هذا القول؟ فسُفيان حُجّة مطلقًا بالإجماع مِن أرباب الصَّحاح.
وقد حجّ سُفْيان سبعين حَجّة، وكان يَقُولُ ليلة الموقف: اللَّهمّ لا تجعله آخر العهد منك. فلمّا كَانَ عام موته لم يَقُلْ ذَلِكَ، وقال: قد استحييت من الله تعالى [6] .
__________
[1] رواه أبو نعيم من طريق محمد بْن عَمْرو الباهليّ عَنْ ابن عُيَيْنَة في الحلية 7/ 274 و 290 و 291.
خلت الديار فسدت غير مسوّد ... ومن الشقاء تفرّدي بالسؤدد
وكذلك في تاريخ بغداد 9/ 178، ووفيات الأعيان 2/ 392، وتهذيب الكمال 11/ 188، والعقد الفريد 2/ 290 والبيت في تقدمة المعرفة 1/ 51.
ذهب الزمان فصرت غير مسوّد ... ومن الشقاء تفرّدي بالسودد
[2] في الجرح والتعديل 4/ 227، وتقدمة المعرفة 1/ 52.
[3] تقدمة المعرفة 1/ 52.
[4] تقدمة المعرفة 1/ 52.
[5] تاريخ بغداد 9/ 183.
[6] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 498، وانظر: تاريخ بغداد 9/ 183 و 184، ووفيات الأعيان 2/ 392، 393، وتهذيب الكمال 11/ 196.

الصفحة 199