أبو عيسى الحنفي، مولاهم الكوفيّ المقرئ، أحد الأعلام، وأخصّ تلامذة حمزة بِهِ، والمقدّم في الحِذْق بحروفه.
مولده سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة مائتين. هكذا أرّخه محمد بْن سعْد.
وأما خَلَف القزّاز فقال: ولد سنة تسع عشرة ومائة، ومات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة. وهذا أشبه كما تقدّم.
123- سُلَيْم بْن مُسْلِم الجمحيّ المكّيّ الخشّاب [1] .
__________
[ () ] عيسى أبو يحيى، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن عائشة أنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أبغض العباد إلى الله- عزّ وجلّ- من كان ثوباه خير من عمله أن يكون ثيابه ثياب الأنبياء وعمله عمل الجبّارين» . وقد شكّ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في كون الّذي ذكره العقيلي هو صاحب الترجمة هذا فقال في (ميزان الاعتدال 2/ 231 رقم 3540) : «سليم بن عيسى الكوفي القارئ إمام في القراءة. روى عن الثوري خبرا منكرا ساقه العقيلي، ولعلّ هذا الرجل غير القارئ» ، ثم ذكر الحديث نقلا عن العقيلي وقال في آخره: «هذا باطل» .
وفي (المغني في الضعفاء 1/ 285 رقم 2641) جزم الذهبي بأن الّذي ذكره العقيلي هو القارئ صاحب الترجمة، فقال: «سليم بن عيسى، عن الثوري. قال العقيلي: مجهول، وحديثه منكر. قلت- أي الذهبي-: بل إمام في القراءة، جائز الحديث» .
ويقول خادم العلم «عمر» : الله أعلم بصحّة ذلك. فصاحب الترجمة هنا يكنى: أبو عيسى.
أمّا الّذي في ضعفاء العقيلي، فكنيته: أبو يحيى.
ولعلّ اسم «عيسى» تصحّف إلى «يحيى» وهو أشبه.
وبسبب هذا الإشكال ذكر المؤلّف هنا اسم «سليم» مفردا، وقال: هو صاحب حمزة الزيات.
ثم، أعاد اسمه كاملا. وكأنه جزم بأن الّذي عند العقيلي هو هذا نفسه. وهذا ما نرجّحه، خصوصا أن البخاري يذكر أن سليم القارئ سمع الثوريّ، وحمزة الزيات. (التاريخ الكبير 4/ 127 رقم 2198) ومثله قال ابن أبي حاتم، وابن حبّان.
[1] انظر عن (سليم بن مسلم الجمحيّ) في:
التاريخ لابن معين 2/ 238، ومعرفة الرجال له 1/ 58 رقم 70، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 393 رقم 5726، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 244، والمعرفة والتاريخ 3/ 38 و 51 و 52، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 164 رقم 676، والمجروحين لابن حبّان 1/ 354، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1165- 1167، والأنساب لابن السمعاني 5/ 119، والمغني في الضعفاء 1/ 285 رقم 2648، وميزان الاعتدال 2/ 322 رقم 3457، ولسان الميزان 3/ 113 رقم 376.
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : وفي الرجال آخر اسمه