كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 13)

وقال يحيى الحمّانيّ: سمعته يَقُولُ: الخلْق أربعة: معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور، فالمعذور: البهائم. والمخبور: ابن آدم.
والمجبور: الملائكة. والمثبور: إبليس [1] .
وعن أَبِي بَكْر قَالَ: أدني نفع السكوت السلامة، وكفى بها عافية.
وأدنى ضرّ المنطق الشهرة، وكفى بها بليّة [2] .
وقال أبو بَكْر: القرآن كلام الله، غير مخلوق [3] .
وقال أبو داود: ثنا حمزة بْن سَعِيد المَرْوَزِيّ قَالَ: سَأَلت أبا بَكْر بْن عيّاش عَنِ القرآن فقال: مِن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زِنْديق [4] .
وعن أَبِي بَكْر قَالَ: إمامُنا يَهْمِز: (مؤصدة) فأشتهي أن أسُدّ أذني إذا هَمَزَها.
أحمد بْن يونس: قلت لأبي بَكْر بْن عيّاش: لي جار رافضيّ قد مرض.
قَالَ: عُدْهُ مثلما تعود اليهوديّ والنصْرانيَّ، لا تنوي فيه الأجر.
وقال يوسف بْن يعقوب الصَّفّار: سَمِعْتُ أبا بَكْر يَقُولُ: وُلدت سنة سبْعٍ وتسعين، وأخذت رزق عُمَر بْن عَبْد العزيز، ومكثت خمسة أشهر ما شربت ماء، ما أشرب إلا النّبيذ.
وقال يوسف: ومات في جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ وتسعون ومائة.
قلت: مناقبه كثيرة، وقد سُقْتُ منها في «طبقات القراء» [5] .
وكان قد قطع الإقراء قبل موته بنحو عشرين سنة، لكنّه كَانَ يروي الحروف.
وأثبت مِن حمل عَنْهُ قراءاته: يحيى بْن آدم. وعليه دارت قراءته، مع
__________
[1] حلية الأولياء 8/ 303.
[2] حلية الأولياء 8/ 303، 304.
[3] الورع 88.
[4] الورع 88.
[5] ج 1/ 134- 138.

الصفحة 498