كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 14)

إبراهيم بالنّهار. فإذا كَانَ الليل ردّه إلى حبسه. فأتاه أصحابه فأتاه أصحابه ليكونوا معه فقال:
الزموا بيوتكم فإني أُداري إبراهيم.
ثمّ إنّ إبراهيم خلّى سبيله في أول ذي الحجة، فذهب واختفى. فلمّا رأى إبراهيم تفرق الجيش عَلَيْهِ أخرج جميع من عنده للقتال فالتقوا عَلَى جسر نهر ديالى فاقتتلوا، فهزمهم حُمَيْد. فقطعوا الجسر وراءهم [1] .
[اختفاء إبراهيم بْن المهديّ]
ولما كَانَ يوم الأضحى أمر إبراهيم بْن المهديّ القاضي أنّ يصلّي بالناس في عِيساباذ [2] . فلمّا انصرف النّاس من صلاتهم اختفى الفضل بْن الربيع، ثمّ تحول إلى حُمَيْد، وتبعه عَلَى ذَلِكَ عليّ [بْن] ريطة، وأخذ الهاشميون والقواد يتسللون إلى حُمَيْد، فاسقط في يد إبراهيم وشُقّ عَلَيْهِ. وبلغه أنّ من بَقِيّ عنده من القواد يعملون عَلَى قبضه. فلمّا جنّه الليل اختفى لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، وبقي مختفيًا مدة سنتين [3] .
وأما سهل بْن سلامة فأحضره حُمَيْد بْن عَبْد الحميد وأكرمه، وحمله عَلَى بغل وردّه إلى داره. فلمّا قدِم المأمون أتاه فأجازه ووصله، وأمره أنّ يجلس في منزله [4] .
وكانت أيّام إبراهيم سنتين إلا بضعة عشر يومًا [5] .
[وصول المأمون إلى همدان]
ووصل المأمون إلى همدان في آخر السنة [6] .
__________
[1] الطبري 8/ 571، 572، ابن الأثير 6/ 354، 355.
[2] عيساباذ: معنى باذ العمارة، فكأن معناه عمارة عيسى، ويسمّون العامر آبادان. وهذه محلّة كانت بشرقيّ بغداد منسوبة إلى عيسى بن المهديّ. وبها بني المهديّ قصره الّذي سمّاه قصر السلام.
(معجم البلدان 4/ 172، 173) .
[3] تاريخ تاريخ الطبري 8/ 572، الكامل في التاريخ 6/ 354، 355.
[4] الطبري 8/ 572، 573، تاريخ اليعقوبي 2/ 454.
[5] الطبري 8/ 573، الكامل 6/ 355.
[6] الطبري 8/ 573.

الصفحة 16