كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 14)

للمتعبدين والمُرِيدين والمنقطعين يَقُصّ عليهم في العشيات. وأحسبها أوّل دار وقف بالبصْرة للعبادة.
وقد صحبه جماعة منهم: أحمد بْن غسّان، وجلس بعده، ووقف دارًا لنفسه أيضًا، وأبو بَكْر العَطَشيّ، وأبو عَبْد اللَّه الحمّال.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: أحمد بْن عطاء الهُجَيْميّ يروي عَنْ: خالد العبد وعن الضعفاء، وهو متروك.
قال الساجي: وهو صاحب المضمار، وكان مجتهدًا، يعني في العبادة.
وكان مغفَّلا يحدّث بما لم يسمع.
قَالَ ابن المَدِينيّ: أتيته يومًا فوجدت معه دَرَجًا [1] يحدِّث بِهِ.
فقلت لَهُ: أَسَمِعْتَ هذا؟
قَالَ: لا، ولكن اشتريته وفيه أحاديث حِسان أحدِّث بها هَؤُلاءِ.
قلت: أما تخاف اللَّه! تقرِّب العباد إلى اللَّه بالكذب عَلَى رسول اللَّه.
2- أحمد بْن أَبِي طيبة [2] عيسى بْن سليمان الدّارميّ الْجُرْجانيّ.
عَنْ: أَبِيهِ أَبِي طيبة، وحمزة الزّيّات، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وعُمَر بْن ذَرّ الهَمْدانيّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، ومالك بْن أنس.
وعنه: الحُسين بْن عيسى البِسْطاميّ، ومحمد بْن يزيد النّيسابوريّ، وعمّار بن رجاء الأستراباذيّ.
__________
[1] الدّرج: بفتح الدال المهملة وسكون الراء، وهو الورق الموصول.
[2] انظر عن (أحمد بن أبي طيبة) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 218، والجرح والتعديل 2/ 64 رقم 108، والثقات لابن حبّان 8/ 3، والإرشاد في معرفة علماء الحديث لأبي يعلى الخليلي 58، وتهذيب الكمال 1/ 359- 362 رقم 53، والمشتبه في أسماء الرجال للذهبي 2/ 422، والكاشف 1/ 20 رقم 43 وفيه (أحمد بن طيبة) ، وتهذيب التهذيب 1/ 45 رقم 74، وتقريب التهذيب 1/ 17 رقم 62، وخلاصة تذهيب التهذيب 7. وفي التقريب، والخلاصة: «ابن أبي ظبية» بالظاء المعجمة، وتقديم الباء على الياء، وهو وهم، والتصويب من المصادر الأخرى المذكورة، وخاصّة كتاب «المشتبه» للمؤلّف، الّذي أكّد أنه بالطاء المهملة وتقديم الياء على الباء.

الصفحة 34