كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 14)

وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] : كَانَ فقيهًا حَسَن الرأي والنَّظَر.
فضّله مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَلَى ابن القاسم في الرأي. فذُكر ذَلِكَ لمحمد بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسيّ فقال: إنّما قَالَ ذَلِكَ ابن عَبْد الحَكَم لأنّه لازم أشهب، وكان أخْذُهُ عَنْهُ أكثر. وابن القاسم عندنا أفقه في البيوع وغيرها [2] .
قالَ ابن عَبْد البر [3] : أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه، وهو أعلم بهما لكثرة مجالسته لهما وأخذه عَنْهُمَا.
قَالَ [4] : ولم يدرك الشّافعيّ حين قدِم مصر أحدًا من أصحاب مالك إلا أشهب، وابن عَبْد الحَكَم.
قَالَ سَعِيد بْن مُعَاذ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يَقُولُ:
أشهب أفقه من ابن القاسم مائة مرة [5] .
وعن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ أشهب في سجوده يدعو على الشافعي بالموت. فذكرت ذَلِكَ للشافعي، فأنشد:
تمنّى رجال أنّ أموت وإن أمتْ ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي تمنّى [6] خلاف الّذي مضى ... تهيّأ [7] لأُخرى مثلَها [8] ، فكأن قد [9]
__________
[1] في الانتقاء 112.
[2] ترتيب المدارك 2/ 448.
[3] في الانتقاء 112، وتهذيب الكمال 3/ 297.
[4] في الانتقاء، والديباج المذهب 1/ 307، ووفيات الأعيان 1/ 239.
[5] ترتيب بالمدارك 2/ 448.
[6] هكذا في الأصل، وفي وفيات الأعيان «يبغي» ، وكذلك في: أمالي القالي، والوافي بالوفيات.
[7] في أمالي القالي، ووفيات الأعيان: «تجهّز» . وفي الوافي بالوفيات «تزوّد» .
[8] في وفيات الأعيان «غيرها» ، وكذلك في الوافي.
[9] البيتان مع بيت ثالث في: أمالي القالي 2/ 218 وفيه أن يزيد بن عبد الملك كتب إلى هشام هذه الأبيات، فكتب إليه هشام بيتين. وعاد يزيد فكتب إليه أبياتا كثيرة أخرى.
وذكر ابن عبد ربّه في (العقد الفريد 4/ 443) بيتين، الأول كما هنا، أما الثاني فهو:
لعلّ الّذي يبغي رداي ويرتجي ... به قبل موتي أن يكون هو الردي
وقد خرّج الدكتور إحسان عباس في حاشية (وفيات الأعيان 1/ 239) البيتين فقال إنهما ينسبان لعبيد بن الأبرص، وقال الراجكوتي في ذيل السمط 104 إنه وجد الشعر في كتاب الاختيارين منسوبا لمالك بن القين الخزرجي. وأضاف إلى التخريج: مروج الذهب 3/ 136، وقد

الصفحة 65