كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 17)

أبو تمام الّطائيّ الحَوْرانيّ الجاسميّ الأديب، حامل لواء الشعر في وقته.
وكان أبوه أوس نَصْرانيًّا، فأسلم هو ومدح الخلفاء والأمراء، وسار شِعره في الدّنيا، وتنافس الأدباء في تحصيل ديوانه. وهو الذي جمع الحماسة.
وكان أسمر طُوَالًا فصيحًا حُلْو الكلام، فيه تمتمة يسيرة.
ولد سنة تسعين ومائة أو قبلها.
قال الخطيب أبو بكر [1] : كان في أيّام حداثته يسقي الماء بِمصر في الجامع. ثُمَّ جالس الأدباء وأخذ عنهم. وكان فطِنًا فَهْمًا يحبُّ الشعر، فلم يزل حتّى قاله، فأجاد وشاع ذِكْرُه. وبلغ المعتصم خبره فطلبه، فعمل له قصائد فأجازه، وقدّمه على شعراء وقته.
وجالس ببغداد الأدباء، وكان موصوفًا بالظُّرْف وحُسْن الأخلاق، والكَرَم.
قال المسعودي [2] : وكان ماجنًا خليعًا، رُبّما تَهاونَ بالفرائض، مع صحّة اعتقاده.
وروى محمد بْن محمود الخُزَاعِيّ، عن عليّ بْن الْجَهْم قال: كان الشعراء يَجتمعونَ كلّ جُمعة بالجامع ببغداد ويتناشدونَ. فبينا نَحنُ يوم جمعة أنا وَدِعْبِل، وأبو الشَّيْص، وابن أبي فَنَن، والنّاسُ يستمعونَ قوْلَنا، إذْ أبصرتُ شابًّا في أُخْرَيَات النّاس بِزِيّ الأَعْرَاب. فلمّا سكتنا قال: قد سمعت إنشادكم منذ اليوم،
__________
[ () ] 1/ 411، ومرآة الجنان 2/ 102- 106، والبداية والنهاية 10/ 308، والوافي بالوفيات 11/ 292- 299 رقم 437، وتهذيب التهذيب 2/ 177 رقم 321، وتقريب التهذيب 1/ 148 رقم 105، والنجوم الزاهرة 2/ 261، وحسن المحاضرة 1/ 559، وخلاصة تذهيب التهذيب 70، وشذرات الذهب 2/ 72- 74، وخزانة الأدب 1/ 172، 356، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 2/ 71، والأعلام 2/ 70 أ، ومعجم المؤلّفين 3/ 183، ومعجم الشعراء في لسان العرب 900 رقم 146، والمقامات الزينية 101، والمنازل والديار (انظر فهرس الشعراء) 402، ولباب الآداب 399، ومقاتل الطالبين 376، والتذكرة الفخرية للإربلي (انظر فهرس الأعلام) 495، والتذكرة السعدية 148- 152، 257- 259، 372- 378، وتخليص الشواهد 56، 97، 146، 203، 250، 300، وانظر ديوان الحماسة لأبي تمام- تحقيق د. عبد المنعم أحمد صالح. بغداد 1980، وغيره.
[1] في تاريخ بغداد 8/ 248.
[2] في مروج الذهب 4/ 68 وعبارته: «وكان خليعا ماجنا في بعض أحواله، وربّما أدّاه ذلك إلى ترك موجبات فرضه، تماجنا لا اعتقادا» .

الصفحة 126