كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 17)

وأهلكت خلْقًا عظيمًا، والله أعلم بصحّة ذلك [1] .
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالناس من العراق محمد بْن داود بْن عيسى العبّاسيّ، وهو كان أمير الحاجّ في هذه الأعوام [2] .
[إظهار المتوكّل للسنة]
وفيها أظهر السنة المتوكّلُ في مجلسه، وتحدَّث بِهَا، ووضع المحْنة ونَهى عن القول بِخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الآفاق، واستقدمَ المحدِّثينَ إلى سامرّاء، وأجزلَ عطاياهم وأكرمهم، وأمرهم أن يُحدِّثوا بأحاديث الصِّفَات والرؤية [3] .
وجلس أبو بكر بْن أبي شَيْبة في جامع الرّصافة، فاجتمعَ له نَحوٌ من ثلاثين ألف نفس، وجلس أخوهُ عثمان بْن أبي شَيْبَة على منبر في مدينة المنصور، فاجتمعَ إليه أيضًا نحوٌ من ثلاثين ألفًا.
وجلس مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ وحدَّث. وتوفّر دعاء الخلْق للمتوكّل، وبالغوا في الثّناء عليه والتّعظيم له، ونسوا ذنوبه، حتّى قال قائلهم، الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز في ردّ المظالِم، والمتوكّل في إحياء السنة وإماتَة التَّجَهُّم [4] .
[خروج البُعَيْث عن الطاعة]
وفيها خرج عن الطّاعة محمد البُعَيْث أمير آذَرْبَيْجَان وأرمينية، وتحصّن
__________
[1] تاريخ سنيّ ملوك الأرض والأنبياء 144، 145، تاريخ الخلفاء 347، النجوم الزاهرة 2/ 275.
[2] المعرفة والتاريخ 2/ 209، 9/ 167، مروج الذهب 4/ 405، تاريخ العظيمي 255، نهاية الأرب 22/ 279، النجوم الزاهرة 2/ 275.
[3] تاريخ اليعقوبي 2/ 484، 485، ولاة مصر للكندي 222، مروج الذهب 4/ 86، البدء والتاريخ 6/ 121، تاريخ العظيمي 255، تاريخ الخلفاء 346.
[4] النجوم الزاهرة 2/ 275، 346.

الصفحة 13