كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 17)

وقال ابن مَعِين: ذاك نعرفه يسرق الحديث [1] .
قلت: سرقة الحديث أهون من وضعه واختلاقه. وسرقةُ الحديث أن يكون محِّدث ينفردُ بحديث، فيجيء السّارق ويدَّعِي أنه سمعه أيضًا من شيخ ذاك المحدِّث، وليس ذاك بسرقة الأجزاء والكُتُب، فإنَّها أنحسُ بكثير من سرقة الرواية، وهي دون وضع الحديث في الإثم لقوله: إنَّ كَذِبًا عليَّ ليس كَكَذِبٍ على غيري.
قال أبو حاتِم [2] : لا أُحَدِّثُ عنه. أَنْكَر عليه حديث لَمْ يكن إلا عند ابن أبي شُعَيْب فرَواهُ هو [3] .
111- الحسين بْن محمد [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 85، وزاد: «في الصغر» وقال الحسين بن الحسن: سألت يحيى بن معين عن الحسين الخياط الّذي قدم الريّ، فقال: كذّاب صاحب شكر شاطر. (الجرح والتعديل 2/ 62) .
[2] الجرح والتعديل 2/ 63، وقال: تكلّم الناس فيه، والّذي أنكر عليه حديث ابن أبيرق وذاك حديث لَمْ يكن إلا عند ابن أبي شعيب، فرواه هو، وكان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين لا يرضيانه.
وقال أبو زرعة الرازيّ: هو حدّثنا عن أبي معاوية حديثا إلا أنه ذهب حديثه. قال ابن أبي حاتم:
وسألت أبا زرعة عنه فقال: لا شيء لا أحدّث عنه. (الجرح 2/ 62، 63) .
[3] وقال أبو نعيم: «قدم أصبهان وحدّث بها عن الواقدي بالمبتدإ والمغازي، يروي عن ابن عيينة، وأنس بن عياض، ومعن، وحمّاد بن خالد، ومعمّر بن سليمان الرقّيّ، والوليد بن مسلم، وابن أبي عديّ، ووكيع، وفيه ضعف» . (ذكر أخبار أصبهان 1/ 276) .
وقال أبو زرعة الرازيّ: كان الحسين بن الفرج الخياط من الحفّاظ قدم علينا وعندنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، وكان هاهنا فتى يقال له الحسين الديناري، وكان عنده حديث القاسم بن عمرو العنقزي حديث طحرب العجليّ، فادّعاه الحسين وحدّث به عن القاسم، فكان الحسين الديناري يتذمّر ويقول: من أين له هذا؟ ومتى سمع هو هذا؟ فقال إبراهيم الجوهري، وكان مزّاحا: كان حسين الديناري عنده حديث يتسوّق به، فجاء هذا فطرّه منه. وحكى أيضا عن المعيطي قال:
كان عندي حديثان أتسوّق بهما، فجاء الحسين بن الفرج فطرّهما مني. وكان الحسين بن الفرج إذا دخل على المعيطيّ ضمّ كتبه إليه وقال: حذار حذار. (تاريخ بغداد 8/ 85، 86) .
[4] انظر عن (الحسين بن محمد السعدي) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 18، 175، والجرح والتعديل 3/ 64 رقم 291، والثقات لابن حبّان 8/ 190، وتاريخ بغداد 9018 رقم 4185، والإكمال لابن ماكولا 3/ 375 (بالحاشية نقلا عن الإستدراك لابن نقطة) ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 107 رقم 275، وتهذيب الكمال 6/ 469- 471 رقم 1332، والكاشف 1/ 172 رقم 1114، وتهذيب التهذيب 2/ 366 رقم

الصفحة 140