كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 17)

لا أكتبُ إلا عمّن يقول: الإيمان قولٌ وعملٌ. فأتيت إبراهيم بن يوسف فأخبرته، فقال: اكتب عني، فإني أقول: الإيمان قول وعمل.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتِم فِي كتاب «الرّدّ على الجهميّة» : حدّثني عيسى ابن بنت إبراهيم بن طهمان قال: كان إبراهيم بْن يوسف شيخًا جليلًا من أصحاب الرأي، طلب الحديث بعد أن تفقّه في مذهبهم، فأدركَ ابن عُيَيْنَةَ، ووَكِيعًا. فسمعتُ محمد بْن محمد الصِّدِّيق يقول: سمعتُه يَقُولُ: القرآن كلامُ اللَّه، ومن قَالَ مخلوق فهو كافر، بانت منه امرأته. ومَنْ وَقَفَ فهوَ جَهْمِيّ [1] .
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْخَلِيلِيُّ [2] : رَوَى عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ» . وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرُهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ حَضَرَ لِيَسْمَعَ مِنْهُ وقُتَيْبَةُ حَاضِرٌ، فَقَالَ لِمَالِكٍ: إِنَّ هَذَا يَرَى الإِرْجَاءَ.
فأَمَر أن يُقام من المجلس، ولَم يسمع منه غير هذا الحديث.
ووقع له بِهذا مع قُتَيْبَة عداوة، فأخرجه من بلْخ، فنزل قرية بَغْلان [3] .
قلتُ: وكان إبراهيم بْن يوسف شيخ بَلْخ وعالمها في زمانه [4] .
مات لأربع بقين من جُمادى الأولى سنة تسع وثلاثين [5] .
49- إدريس بْن سُليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة يزيد [6] .
__________
[ () ] البلدان 6/ 405) أو لعلّها: «الفوغيّ» بالغين المعجمة، نسبة إلى «فاغ» قرية من قرى سمرقند.
ولكن النسبة إليها: «فاغي» . انظر: الأنساب لابن السمعاني واللباب لابن الأثير.
وانظر تعليق الأخ الدكتور بشار عوّاد معروف على هذه النسبة في الحاشية (3) من تهذيب الكمال 2/ 253.
[1] تهذيب الكمال 2/ 254.
[2] الإرشاد 1/ ورقة 24.
[3] تهذيب الكمال 2/ 254، وبغلان: بفتح أوله وسكون الغين المعجمة، بلدة بنواحي بلخ: قال ياقوت: وظنّي أنها من طخارستان، وهي العليا والسفلى. (معجم البلدان 1/ 468) وانظر عن عداوة صاحب الترجمة مع قتيبة في: مشايخ بلخ من الحنفية للدكتور محمد محروس عبد اللطيف المدرّس 1/ 124.
[4] وقال أبو حاتم: «لا يشتغل به» .
[5] قال ابن حبّان: «مات سنة إحدى وأربعين ومائتين في أولها، وقد قيل سنة تسع وثلاثين ومائتين» .
(الثقات 8/ 76) .
[6] انظر عن (إدريس بن سليمان الشاعر) في:

الصفحة 79