كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 19)

وقال أسلم بْن عَبْد العزيز: قَالَ لي ابن عَبْد الحَكَم: أُتِيتُ بكُتبٍ حَسنة الخطّ تُدْعى «المُسْتَخْرَجَة» من وضع صاحبكم محمد بْن أَحْمَد العُتْبيّ، [فرأيت جُلَّها] [1] كذوبًا مسائل المُجالِس لَهُ لم يوقف عليها [2] أصحابها، فخشيت أن أموت فُتوجد فِي تَرِكَتي، فوهبت لرجلٍ يقرأ فيها.
فقلت لَهُ: كيف استحللت أن تُعطيها لغيرك، ولم تستحسن أن تكون عندك؟ فسكت.
وقال محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة: لَيْسَ العُتْبيّ نَسَبه، إنّما كَانَ لَهُ جَدُّ يُسمَّى عُتْبة، فَنُسِبَ إِلَيْهِ [3] .
قَالَ ابن الفَرَضيّ [4] : رحل فسمع من سَحْنون، وأَصْبَغ بْن الفَرَج ونُظَرائهما. وكان حافظًا للمسائل جامعًا لها عالمًا بالنّوازل. جمع «المُسْتَخْرَجَة» وكثَّر فيها مِنَ الرّوايات المطروحة والمسائل الغريبة الشّاذّة. وكان يؤتى بالمسألة الغريبة فيقول: أَدخِلوها فِي «المُسْتَخْرَجَة» .
تُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الأول سنة خمسٍ وخمسين ومائتين، وقيل سنة أربع. والأوّل أصحّ، والله أعلم.
وقد مرّ العُتْبيّ الإخباريّ محمد بْن عَبْد اللَّه سنة 228.
394- محمد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن مدّويه [5]- ت. - أبو عبد الرحمن القرشيّ التّرمذيّ.
عَنْ: القاسم بْن الحَكَم العُرَنيّ، وأسود بْن عامر، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وطبقتهم.
وعنه: ت.، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومضاء بن حاتم النّسفيّ،
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: تاريخ علماء الأندلس 2/ 7.
[2] كذا، وفي تاريخ علماء الأندلس: «على» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 6.
[4] في تاريخ علماء الأندلس 2/ 6.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد بن الحسين) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 48، والمعجم المشتمل 222 رقم 745، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1160، والكاشف 3/ 16 رقم 4776، وتهذيب التهذيب 9/ 21، 22 رقم 31، وتقريب التهذيب 2/ 142 رقم 25، وخلاصة التهذيب 325.

الصفحة 235