كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 19)

[مقتل أمير الكوفة]
وفيها قُتِل كنجور، وكان عَلَى إمرة الكوفة، فانصرف منها يريد سامرّاء بغير إذْن المعتمد، فأرسل إِلَيْهِ يأمره بالرجوع، فامتنع. فبعث إِلَيْهِ مالَا ليفرّقه فِي أصحابه، فلم يقنع بِهِ، وقويت نفسه. فجهّز المعتمد لحربه ساتكين، وعبد الرَّحْمَن بْن مُفْلح، وموسى بْن أتامش، وجماعة مِنَ الأمراء، وأحاطوا بِهِ، وأنزلوه عَنْ فرسه وذبحوه [1] .
[هزيمة الروم ومقتل مقدَّمهم]
وفيها نزلت الروم، لعنهُمُ اللَّه، عَلِيّ ملطية وسُمَيْساط، فخرج أَحْمَد بْن محمد القابوس بأهل ملَطية، فهزموا الرّوم وقُتِل مقدّمهُمُ الأقرِيطشيّ [2] ، وفتح اللَّه ونَصَر.
[ملك ابن الليث نَيْسابور وخُراسان]
وفي شوال ملك يعقوب بْن الليث الصّفّار نَيْسابور، فركب إلى خدمته محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر، فأخذ يعقوب يوبّخه ويعنّفه عَلَى تفريطه فِي البلَاد، حتى غلب عليها العدوّ. ثمّ اعتقله ورسم عَلَيْهِ وعلى أهل بيته. فبعث المعتمد ينُكْر عَلَى يعقوب ويأمره بالانصراف إلى ولَايته، فلم يقبل، واستولى على خراسان، واستفحل أمره وشرّه [3] .
__________
[1] تاريخ الطبري 9/ 502، الكامل في التاريخ 7/ 240 وفيه «كيجور» وانظر الحاشية (1) ، نهاية الأرب 22/ 329.
[2] تاريخ الطبري 9/ 506، الكامل في التاريخ 7/ 267، البداية والنهاية 11/ 31.
[3] تاريخ اليعقوبي 2/ 504، تاريخ الطبري 9/ 507، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 71 (حوادث سنة ستين ومائتين) ، الكامل في التاريخ 7/ 261، 262، المختصر في أخبار البشر 2/ 49.

الصفحة 30