كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 19)

ابن أَبِي شَيْبة وذكر عدّة، فما رَأَيْت رجلا أحفظ لما ليس عنده من أَبِي مَسْعُود [1] .
ونقل القاضي أَبُو الْحُسَيْن بْن الفرّاء فِي طبقات أصحاب أَحْمَد فِي ترجمة أَبِي مَسْعُود أنّه نَقَلَ عَنْ أَحْمَد بْن حنبل أنّه قَالَ: مَن دَلَّ عَلَى صاحب رأيٍ لنفسه فقد أعان عَلَى هدْم الْإِسلَام [2] .
وعن أَبِي مَسْعُود قَالَ: كتبتُ الحديث وأنا ابن اثنتي عشرة سنة [3] .
قلت: بكرَّ بالعلم لأنّ أَبَاهُ كَانَ محدّثًا.
وعنه قَالَ: ذُكِرتُ بالحفظ وأنا ابن ثمان عشرة سنة، وسُمّيتُ الرُّوَيْزيّ [4] الحافظ [5] .
وقال أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الجارود: سَمِعْتُ إبراهيم بْن أُورْمَة الحافظ يَقُولُ: ما بقي أحدٌ مثل أَبِي مَسْعُود الرّازيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ [6] . وليس فيهم أحفظ من أَبِي مَسْعُود.
وسُئل أَبُو بَكْر الْأعْيَن: أيَّما أحفظ: أَبُو مَسْعُود، أو سُلَيْمَان الشّاذَكُونيّ؟
فقال: أمّا المُسْنَد فأبو مَسْعُود، وأمّا المُنْقطِع فالشّاذَكُونيّ [7] .
قلت: مات أَبُو مَسْعُود فِي شَعْبان سنة ثمانٍ وخمسين، وغسّله محمد بْن عاصم الثَّقفيّ، وعاش بعده مدّةً [8] .
39- أَحْمَد بْن فَضَالَةَ بْن إبْرَاهِيم [9]- ن. -
__________
[1] طبقات الحنابلة 1/ 54.
[2] طبقات الحنابلة 1/ 54.
[3] سير أعلام النبلاء 12/ 485.
[4] الرّويزيّ: تصغير الرازيّ.
[5] سير أعلام النبلاء 12/ 485.
[6] السير 12/ 485، وقَالَ فَضْلَك الرَّازيّ: سمعت أَبَا بَكْر بْن أبي شيبة يقول: أحفظ من رأيت في الدنيا ثلاثة: أبو مسعود أحمد بن الفرات، ومحمد بن مسلم بن وَارَةَ، وأبو زُرْعة الرازيّ. (الثقات 8/ 36) .
[7] السير 12/ 486، تذكرة الحفاظ 2/ 545.
[8] وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال:
«ممن رحل وجمع وصنّف وحفظ وذكّر وواظب على لزوم السنن والذبّ عنها إلى أن مات» .
[9] انظر عن (أحمد بن فضالة) في:
المعجم المشتمل 57 رقم 74، وتهذيب الكمال 1/ 426، 427 رقم 89، والكاشف 1/ 25 رقم 72، وتهذيب التهذيب 1/ 69 رقم 119، وتقريب التهذيب 1/ 23 رقم 103، والخلاصة 11.

الصفحة 53