كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 20)

وأمّا الموفَّق فبعث إِلَى إِسْحَاق بِخلعٍ وأموالٍ، وأقطعه ضياع القُوّاد الذين كانوا مع المعتمد.
وقَالَ الصُّوليّ: كان المعتمد قد [ضجر] [1] من أَخِيهِ الموفَّق، فكاتب ابنُ طولون واتّفقا، فذكر الحكاية.
وقَالَ المعتمد:
أليس من العجائب أنّ مثلي ... يَرَى ما قَلَّ ممتنعًا عليه؟
وتُوكَلُ [2] باسمه الدُّنيا جميعًا ... وما من ذاك شيءٌ فِي يديه [3] ؟
[تلقيب ذي الوزارتين وذي السَيفين]
ولقّب الموفَّق صاعدًا: ذا الوزارتين، ولقب ابنُ كُنْداج: ذا السَّيْفين [4] .
وأقام صاعد فِي خدمة المعتمد، ولكن ليس للمعتمد حلّ ولا ربْط.
[مصادرة ابنُ طولون للقاضي بكار بْن قُتَيْبَةَ]
ولمّا بلغ ابنُ طولون ذلك جمع القُضاة والأعيان وقَالَ: قد نكث الموفَّق أبو أَحْمَد بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد. فخلعوه إلّا القاضي بكّار بْن قُتَيْبة [5] ، فقال: أنت أوردت عليَّ كتابًا من المعتمد بولاية العهد، فأورِدْ عليَّ كتابًا آخر منه بخلْعه.
فقال: إنّه محجورٌ عليه ومقهور.
فقال: لا أدري.
فقال ابنُ طولون: أغرّك النّاس بقولهم: ما فِي الدُّنيا مثل بكّار، أنت شيخ قد خَرَّفْت. وحبسهُ وقيّدهُ، وأخذ منه جميع عطاياه من سنين، فكان عشرة آلاف
__________
[ () ] في التاريخ 7/ 394، 395، والمختصر في أخبار البشر 2/ 53، ونهاية الأرب 22/ 337، 338، والعبر 2/ 39، 40، ودول الإسلام 1/ 162، 163، وتاريخ ابن الوردي 1/ 239، والبداية والنهاية 11/ 43، وتاريخ الخلفاء 365.
[1] في الأصل بياض، والاستدراك من: الكامل 7/ 394.
[2] في مآثر الإنافة: «وتؤخذ» ، وكذا في: تاريخ الخلفاء.
[3] البيتان في: مآثر الإنافة 1/ 254، وتاريخ الخلفاء 365 وبه زيادة بيت:
إليه تحمل الأموال طرا ... ويمنع بعض ما يجبى إليه
[4] تاريخ الطبري 9/ 622، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 108 و 109.
[5] دول الإسلام 1/ 163.

الصفحة 32