كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 20)

وَقِيلَ: إنّ أَحْمَد كان فِيهِ حِدة وتسُّرع.
قَالَ أَحْمَد بْن أبي طاهر الكاتب: كان يحتدّ علي من يُراجعه، ويُخْرِج رِجْله من الرِّكاب، فيرفس من يراجعه، ففيه أقول من أبيات:
قل للخليفة يا بْن عم محمد ... أَشْكِلْ [1] وزيركَ إنّه محلول [2]
فلِسانُهُ قد جال [3] فِي أعراضِنا ... وَالرِّجْلُ منه فِي الصُّدورِ تجول [4]
وذكر الصُّوليّ، عن الْحُسَيْن بْن يحيى، أنّ أَحْمَد بْن الخصيب كان يتصدّق كل يومٍ بخمسين دينارًا، إِلَى أن نُكِب، فكان يمنع نفسه القوت، ويتصدَّق بخمسين درهمًا.
تُوُفيّ أَحْمَد سنة خمسٍ وستين.
9- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك [5] .
أبو الْحُسَيْن الرّهاويّ الحافظ، أحد الأئمّة.
رحل وطوَّف، وسمع: زَيْدَ بْن الحُباب، ويحيى بْن آدم، وجعفر بْن عَوْن، وهذه الطبقة.
وعنه: س. فأكثر، وأبو عَرُوبة، ومكحول، وآخرون.
تُوُفيّ سنة إحدى وستّين.
قَالَ س [6] : ثقة مأمون، صاحب حديث [7] .
__________
[1] في سير أعلام النبلاء، والوافي بالوفيات «شكّل» .
[2] وفي رواية: «إنه ركّال» .
[3] في الهفوات: «فلسانه للشتم» .
[4] البيتان في: الهفوات النادرة 261، والفخري 239 وروايته للبيت الثاني:
قد نال من أعراضنا بلسانه ... ولرجله عند الصدور مجال
[5] انظر عن (أحمد بن سليمان) في:
الجرح والتعديل 2/ 52، 53 رقم 59، والأنساب 6/ 205، والمعجم المشتمل 46 رقم 36، وتهذيب الكمال 1/ 320، 321 رقم 44، وسير أعلام النبلاء 12/ 475، 476 رقم 172، والعبر 2/ 21، والمعين في طبقات المحدّثين 94 رقم 1050، ودول الإسلام 1/ 158، وتذكرة الحفاظ 2/ 559، والكاشف 1/ 18 رقم 35، والوافي بالوفيات 6/ 401، والبداية والنهاية 11/ 33، وتهذيب التهذيب 1/ 33، 34 رقم 60، وتقريب التهذيب 1/ 16 رقم 53، وطبقات الحفاظ 25، وخلاصة التهذيب 6، وشذرات الذهب 2/ 141.
[6] المعجم المشتمل، تهذيب الكمال.
[7] وقال ابن أبي حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وكتب إليّ، ببعض حديثه، وهو صدوق ثقة.

الصفحة 44