كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 20)

وجمع وصنَّف السُّنن، وخرَّج كتاب «العلل» . وله مسائل سألها الْإِمَام أَحْمَد [1] .
قَالَ أبو بَكْر الخلّال: كان الأثرم جليل القدر حافظًا. لمّا قدِم عاصم بْن عليّ بغداد طلبَ من يُخرج له فوائد. فلم يجد غير أبي بَكْر، فلم يقع منه بموقع لحداثة سِنَه، فقال لعاصم: أخرِجْ كُتُبَك. فجعل يقول له: هَذَا الحديث خطأ، وهذا غلط، وهذا كذا. فسُرَّ عاصم به، وأملى قريبًا من خمسين حديثًا [2] .
وكان مع الأثرم تَيَقُّظٌ عجيب حَتَّى نسبه يحيى بْن معين أو يحيى بْن أيوب المقابريّ، فقال: كان أحد أبويّ الأثرم جِنِّيًّا [3] .
وقد أخبرني أبو بَكْر بْن صدقة قَالَ: سمعت أَبَا القاسم الخُتّليّ قَالَ: قدِم رجلٌ فقال: أريد أن يُكتب لي فِي الصلاة ما ليس فِي كُتُب أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة. فقلنا له: ليس لك إلّا الأثرم.
قَالَ: فوجّهوا إليه ورقًا، فكتب ستّمائة ورقة من كتاب الصلاة.
قَالَ: فنظرنا فإذا ليس في كتاب أبي بكر بن أبي شَيْبَة منه شيء [4] .
وأخبرني أبو بَكْر بْن صَدَقَة: سمعت إِبْرَاهِيم الأصبهانيّ يقول: أبو بَكْر الأثرم أَحْفَظُ من أبي زُرْعة الرّازيّ وأتقن [5] .
وسمعت الْحَسَن بْن عليّ بْن عُمَر الفقيه يقول: قدِم شيخان من خُراسان للحج فحدَّثا، فقعد هَذَا ناحية معه خلْق ومستملي، وقعد الآخر ناحية كذلك، فجلس الأثرم بينهما، فكتب ما أمليا معًا.
تُوُفيّ الأثرم بإسكاف [6] .
19- أَحْمَد بْن محمد بْن أبي بَكْر المقدّميّ البصريّ [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 72، والثقات 8/ 36 وفيه: وكان من خيار عباد الله، من أصحاب أحمد بن حنبل، روى عنه المسائل.
[2] تاريخ بغداد 5/ 111 وفيه «قريبا من خمسين مجلسا» .
[3] تاريخ بغداد 5/ 110.
[4] تاريخ بغداد 5/ 111.
[5] تاريخ بغداد 5/ 111.
[6] وقال ابن أبي يعلى: جليل القدر حافظ إمام. نقل عن إمامنا مسائل كثيرة، وصنّفها ورتّبها أبوابا. (طبقات) .
[7] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي بكر) في:

الصفحة 54