كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 21)
فَقَالَ: لو شئت أن أسكّره ببذْل [1] الأموال لفعلت حَتَّى أعبره [2] .
فَقَالَ إسْمَاعِيل: أنا أعبر إليه. فجمع الدَّهاقين وغيرهم، وجاوز النَّهْر.
فجاء عَمْرو فنزل بلخ. فأخذ إسْمَاعِيل عليه الطُّرق، فصار كالمحاصر. وندِم عَمْرو، وطلب المحاجزة، فلم يُجبه، واقتتلوا يسيرًا، فانهزم عَمْرو، فتبعوه، فتوحَّلت دابته، فأُخذ أسيرًا [3] .
وبلغ المُعْتَضِد، فخلع على إسْمَاعِيل خِلَع السلطنة وَقَالَ: يُقلَّد أبو [4] إِبْرَاهِيم كل ما كان في يد عَمْرو بن اللَّيْث.
[ابن اللَّيْث في أسر المُعْتَضِد]
ثُمَّ بعث يطلب من إسْمَاعِيل عَمْرو، ويعزم عليه. فما رأى بُدًّا من تسليمه، فبعث به إلى المُعْتَضِد، فدخل بغداد على جمل ليُشهره، فقال الحُسَيْن بن محمد بن الفَهْم [5] :
ألم ترَ هَذَا الدَّهْر كيف صُروفهُ ... يكون يسيرًا مُرّةً [6] وعسيرًا
وحسبك بالصفار نُبلًا وَعِزّةً ... يرُوح ويغدُو في الجيوش أميرا
__________
[ () ] فاقنع بما في يدك، واتركني مقيما بهذا الثغر» . والنص أيضا في: وفيات الأعيان 6/ 426، 427، وهو ينقل عن الطبري.
[1] في تاريخ الطبري 10/ 76: «ببدر» ومثله في: وفيات الأعيان 6/ 427، وفي الكامل لابن الأثير 7/ 501: «ببذر» .
[2] سيأتي نحو هذا القول بعد قليل.
[3] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 76، والكامل لابن الأثير 7/ 501، 502، (وقد أورداه في حوادث سنة 287 هـ) . ووفيات الأعيان 6/ 427، وهو باختصار شديد في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 160، وتاريخ ابن خلدون 3/ 351، والعبر 2/ 75، ودول الإسلام 1/ 172، والبداية والنهاية 11/ 80، 81، ومآثر الإنافة 1/ 267.
[4] في الأصل: «أبا» .
[5] في الأصل: «الحسن بن محمد بن فهم» كما في: مروج الذهب 4/ 272، أما في: الإنباء في تاريخ الخلفاء فهو: «أبو الحسن علي بن الفهم» - ص 147، وفي: عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي (المخطوط) ورقة 84 أ: «أبو الحسين علي بن محمد بن الفهم» ، وأقول: الصحيح هو:
الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم أبو علي، كما سيأتي في ترجمته رقم (232) من هذا الجزء.
[6] في: الإنباء في تاريخ الخلفاء: «يسيرا أمره» ، وفي مروج الذهب: «يكون عسيرا مرة ويسيرا» .
الصفحة 26
454