كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 21)
وفي وسطها قويت شوكته، وانضم إليه طائفة من الأعراب، فقتل أهل تِلْكَ القرى، وقصد البصرة. فبنى المُعْتَضِد عليها سورًا وحصّنها.
وكان أبو سَعِيد كَيّالًا بالبصرة، وَهُوَ من قرى الأهواز. وَقِيلَ من البحرين [1] .
قَالَ الصولي: كان أبو سَعِيد فقيرًا يرفو أعدال الدقيق بالبصرة [2] ، وكان يُسخر منه ويُستخف به، فخرج إلى البحرين، وانضاف إليه جماعة من بقايا الزنْج والخرّمّية، فعاث وأفسد وتفاقم أمره، حَتَّى بعث إليه الخليفة جيوشا وهو يهزمها [3] .
وَهُوَ جدّ أبي عَليّ المستولي على الشام الّذي مات بالرّملة سنة خمس وستّين وثلاثمائة.
وَقَالَ غيره: أقام أبو سَعِيد مدة، ثُمَّ ذُبح في حمامٍ بقصره. ثُمَّ خلفه ابنه أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحَسَن بن بهرام الجنابيّ القَرْمَطيّ، وَهُوَ الذي تأتّى أَنَّهُ قَتل الحجيج واقتلع الحجر الأسود [4] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 71، ومروج الذهب 4/ 264، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 158، والمنتظم 6/ 18، وتاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان 13، والكامل لابن الأثير 7/ 493، والدّرّة المضيّة لابن أيبك الدواداريّ 55- 57، والعبر 2/ 79، ودول الإسلام 1/ 172، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 151، وتاريخ ابن الوردي 1/ 245، ومرآة الجنان 2/ 213، والبداية والنهاية 11/ 81، وتاريخ الخميس 2/ 384، والنجوم الزاهرة 3/ 119، 120، وتاريخ الخلفاء 371.
[2] وقيل: كان يبيع للناس الطعام ويحسب لهم بيعهم. (تاريخ أخبار القرامطة 14) والبداية والنهاية 11/ 81) .
[3] العبر 2/ 76، دول الإسلام 1/ 172.
[4] العبر 2/ 76، مرآة الجنان 2/ 213.
الصفحة 28
454