كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 21)

[ريح بالبصرة]
وفيها هبت ريحٌ عظيمة بالبصرة، قلعت عامة نخلها، ولم يُسمع بمثل ذَلِكَ [1] .
[خروج القَرْمَطيّ ومقتله]
وفيها خرج بالشام يَحْيَى بن زكرويه القَرْمَطيّ، وجمع الأعراب، فقصد دمشق وبها طُغْج بن جُفّ نائب هارون بن خُمَارَوَيْه، فكانت بينهما حروبٌ، إلى أن قُتل في أول سنة تسعين [2] .
وسبب خروجه أَنَّ زَكْرَوَيْه بن مهرويه القَرْمَطيّ لَمَّا رأى متابعة الجيوش إلى من بسواد الكوفة وضعُف، سعى في استغواء الأعراب الذين بالسواد، فاستجابوا له. وكان طائفة من كلب يخفرون الطريق على السماوة، فيما بين دمشق والكوفة على طريق تدمر. ويحملون الرسل وأمتعة التجار على إبلهم. فأرسل زَكْرَوَيْه أولاده إليهم فبايعوهم، وخالطوهم، وانتسبوا إلى أمير المؤمنين عَليّ، وإلى إسْمَاعِيل بن جعفر بن محمد الصادق، فقبلوهم، فدعوهم إلى رأي القرامطة، فلم يقبل منهم إِلا طائفة، فبايعوهم. وكان المُشار إليه في القرامطة يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه أبو الْقَاسِم. وذكر لهم أَنَّهُ له بالعراق والشرق مائة ألف تابع، وَأَنَّ ناقته مأمورة، وَأَنَّهُم متى اتبعوها في مسيرها ظفروا، فقصدوا الرصافة، التي هي غربي الفرات، فقتلوا أميرها، وأكثروا الفساد [3] .
__________
[1] الخبر في:
الكامل لابن الأثير 7/ 522 وزاد: «وخسف بموضع منها هلك فيه ستة آلاف نفس» . والنجوم الزاهرة 3/ 126.
[2] انظر:
مروج الذهب 4/ 280، والمنتظم 6/ 33، وتاريخ أخبار القرامطة 17، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 178، والعبر 2/ 82، ودول الإسلام 1/ 174، وتاريخ مختصر الدول 154، وتاريخ ابن الوردي 1/ 246، والبداية والنهاية 11/ 85، والنجوم الزاهرة 3/ 128، ومآثر الإنافة 1/ 269، وتاريخ الخلفاء 376.
[3] انظر عن هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 94، 95، وتجارب الأمم 5/ 31، والعيون والحدائق ج 6/ 179- 181، وتاريخ أخبار القرامطة 17، 18، والكامل 7/ 523، والدرّة المضية 68 و 69، والبداية والنهاية 11/ 85، 86.

الصفحة 38