كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 21)

[هزيمة القَرْمَطيّ أمام بدر الحمامي]
وفي رمضان وصل القَرْمَطيّ أَيْضًا إلى دمشق، فخرج لقتاله بدر الحمامي صاحب ابن طولون فهزم القَرْمَطيّ، ووضع في أصحابه السيف وهرب الباقون في البادية. وبعث المُكْتَفِي في أثر صاحب الشامة الحُسَيْن بن حَمْدَان والقوّاد [1] .
وَقِيلَ: إنما كانت الوقعة بين بدر والقرمطي بأرض مصر. وأن القَرْمَطيّ انهزم إلى الشام في نفرٍ يسير. فسار على الرَّحْبة وهيت [2] ، فنهب وسبى، ومضى إلى الأهواز [3] .
[مقتل يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ]
وفيها قُتل أبو الْقَاسِم يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه بن مهرويه القَرْمَطيّ المعروف بالشيخ، وبالمُبَرْقَع. وكان يسمي نفسه كذِبًا وبُهْتانًا: عَليّ بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الله بن الحسين. وكان من دعاة القرامطة [4] .
قيل: إن بدر الحمامي لقيه بحوران فِي هذه السنة، فاقتتلوا قتالًا عظيما، فقتل، فقام أخوه موضعه.
وكان سبب قتله أن بربريًا رماه بمِزْراقٍ، واتبعه نفّاط فأحرقه بالنار في وسط القتال، فنصب أصحابه أخاه الحُسَيْن بن زَكْرَوَيْه، ويسمّى بصاحب
__________
[ () ] والحدائق ج 4 ق 1/ 185، 186، وتاريخ أخبار القرامطة 23، والمنتظم 6/ 39، والكامل 7/ 526، ونهاية الأرب 23/ 16، والدّرّة المضيّة 71، 72، والمختصر في أخبار البشر 2/ 60، وولاة مصر للكندي 267، والولاة والقضاة، له 243، وتاريخ ابن خلدون 4/ 309، والعبر 2/ 84، ودول الإسلام 1/ 175، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247.
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 104، والتنبيه والإشراف 322، وتاريخ أخبار القرامطة 23، والكامل 7/ 526.
[2] هيت: بالكسر، بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، (معجم البلدان 5/ 421) .
[3] العبر 2/ 85، مرآة الجنان 2/ 217، 218.
[4] تقدّم خبر مقتل يحيى بن زكرويه قبل قليل، انظر:
تاريخ الطبري 10/ 99، والتنبيه والإشراف 322، وتجارب الأمم 5/ 33، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 183، 184، وتاريخ أخبار القرامطة 19، 20، والمنتظم 6/ 38، والكامل 7/ 523، والمختصر في أخبار البشر 2/ 59، ودول الإسلام 1/ 175، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247، والبداية والنهاية 11/ 96، وتاريخ الخميس 2/ 385.

الصفحة 46