كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 22)

وقيل: إنه كان في سوقه. وكان وِرده كلّ يوم ثلاثمائة ركعة، وكذا ألف تسبيحة [1] .
وقال أبو نُعَيْم: نا عليّ بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب قالا: سمعنا الْجُنَيْد غير مرة يقول: علمنا مضبوطٌ بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقّه، لا يُقْتَدى به [2] .
وقال عبد الواحد بن علوان الرَّحْبيّ: سمعته يقول: عِلْمُنا هذا- يعني التصوّف-، مشبَّك بحديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ [3] .
وعن ابن سُرَيْج أنّه تكلّم يومًا، فأعجب به بعض الحاضرين، فقال ابن سُرَيْج: هذا بَرَكَة مُجالستي لأبي القاسم الْجُنَيْد [4] .
وعن أبي القاسم الكعبي أنه قال يومًا: رأيت لكم شيخًا ببغداد يقال له الْجُنَيْد، ما رأت عيناي مثله، كان الكَتَبَةُ يحضرون لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدِقَّة معانيه، والمتكلّمون يحضرون لتمام علمه، وكلامه باين عن فهمهم [وكلامهم] وعِلْمهم [5] .
وقال الخُلْديّ: لم يُرَ في شيوخنا مَن اجتمع له علمٌ وحالٌ غير الْجُنَيْد، كانت له حالٌ خطيرة وعلمٌ غزير. فإذا رأيت حاله وحجَّته على علمه، وإذا رأيت علمه وحجّته على حاله [6] .
وقال أبو سهل الصُّعْلُوكيّ: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الْجُنَيْد:
كنت بين يدي السَّريّ السَّقطيّ ألعب وأنا ابن سبْع سنين، وبين يديه جماعة
__________
[1] في تاريخ بغداد 7/ 242: «وثلاثين ألف تسبيحة» ، وكذلك في: المنتظم 6/ 106، وصفة الصفوة 2/ 416، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 28.
[2] حلية الأولياء 10/ 255، تاريخ بغداد 7/ 243.
[3] تاريخ بغداد 7/ 243.
[4] تاريخ بغداد 7/ 243، وفيات الأعيان 1/ 373، طبقات الأولياء 131، الرسالة القشيرية 19، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 28.
[5] تاريخ بغداد 7/ 243، والزيادة منه.
[6] تاريخ بغداد 7/ 244، صفة الصفوة 2/ 417، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 28.

الصفحة 120