كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 22)

يتكلّمون في الشُّكْر.
فقال: يا غلام ما الشُّكْر.
فقال: أن لا يُعْصَ الله بِنِعَمِهِ.
فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك.
قال الْجُنَيْد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة الّتي قالها لي [1] .
وقال السُّلَميّ: سمعت جدّي إسماعيل بن نُجَيْد يقول: كان الْجُنَيْد- يجيء فيفتح حانوته، وَيُسْبِلُ السّتْر، ويصلي أربعمائة ركعة [2] .
وعن الْجُنَيْد قال: أعلى درجة الكِبْر أن ترى نفسَك، وأدناها أن تخطر ببالك [3] ، يعني نفسك.
وقال الجريريّ [4] : سمعته يقول: ما أخذنا التصوّف عن القال والقيل، لكن عن الْجُوع، وتَرْك الدُّنيا، وقطْع المألوفات [5] .
وذكر أبو جعفر الفَرَغانيّ أنه سمع الْجُنَيْد يقول: أقلّ ما في الكلام سقوط هيبة الرّبّ جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان.
ويقال: كان نقش خاتمه: إنْ كنت تَأْمَلْه فلا تَأْمَنْه.
وقال: من خالفت إشارته معاملته فهو مدَّعٍ كذاب.
وقال أبو عليّ الرّوذباريّ: قال الْجُنَيْد: سألت الله أن لا يعِّذبني بكلامي،
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 244، 245، صفة الصفوة 2/ 417، طبقات الأولياء 127، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 31، 32.
[2] تاريخ بغداد 7/ 245، صفة الصفوة 2/ 417، 418، الرسالة القشيرية 19، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 29.
[3] حلية الأولياء 10/ 273، تاريخ بغداد 7/ 245.
[4] في الأصل: الجوهري، وفي تاريخ بغداد: «الحريري» ، والمثبت عن طبقات الصوفية للسلمي، وحلية الأولياء.
[5] وتتمّة قوله: «والمستحسنات، لأنّ التصوّف هو صفاء المعاملة مع الله، وأصله التعزّف عن الدنيا، كما قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري» .
(طبقات الصوفية للسلمي 158 رقم 7، حلية الأولياء 10/ 277، 278، تاريخ بغداد 7/ 246، الرسالة القشيرية 19) .

الصفحة 121