كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 22)

وربّما وقع في نفسي أنّ زعيم القوم أرذلهم [1] .
وعن الخُلْديّ، عن الْجُنَيْد قال: أعطي أهل بغداد الشّطح والعبارة و [أهل خراسان] [2] القلب والسّخاء، وأهل البصرة الزُّهْد والقناعة، وأهل الشّام الحِلْم والسّلامة، وأهل الحجاز الصَّبر والإنابة.
وقال إسماعيل بن نُجَيْد: هؤلاء لا رابع لهم: الْجُنَيْد ببغداد، وأبو عثمان بنَيْسابور، وأبو عبد الله بن الجلّاء بالشّام [3] .
وقال أبو بكر العَطَويّ: كنت عند الْجُنَيْد حين احتضر، فختم القرآن.
قال: ثم ابتدأ فقرأ من البَقَرة سبعين آية، ثمّ مات [4] .
وقال أبو نُعَيْم: أنا الخُلْدِيّ كتابة قال: رأيت الْجُنَيْد فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت تلك العلوم، ونفذت تلك الرُّسوم، وما نَفَعَنا إلا رَكَعات كنّا نركعها في الأسحار [5] .
قال أبو الحسين بن المنادي: مات الْجُنَيْد ليلة النَّيْروز في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين [6] .
قال: فذكر لي أنّهم حزروا الجمْع يومئذٍ الّذي صلّوا عليه نحو ستّين ألف إنسان. وما زالوا يأتون قبره في كلّ يوم نحو الشّهر. ودُفِنَ عند قبر السّريّ السَّقَطيّ [7] .
قلت: ورّخه بعضهم سنة سبع [8] ، فوهم.
__________
[1] انظر نحو هذا في: حلية الأولياء 10/ 263، وصفة الصفوة 2/ 420، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 30.
[2] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل استدركته من سير أعلام النبلاء 14/ 69.
[3] طبقات الصوفية 176، وتاريخ بغداد 7/ 246.
[4] حلية الأولياء 10/ 264، تاريخ بغداد 7/ 248.
[5] تاريخ بغداد 7/ 248، صفة الصفوة 2/ 424، وفيات الأعيان 1/ 374، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 32.
[6] تاريخ بغداد 7/ 248، وفيات الأعيان 1/ 374.
[7] تاريخ بغداد 7/ 248، المنتظم 6/ 106، صفة الصفوة 2/ 424، طبقات الأولياء 134.
[8] الرسالة القشيرية 18، وفيات الأعيان 1/ 374، طبقات الأولياء 134، الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 84.

الصفحة 122