كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 22)

حمدان، وصار ابن زَكْرَوَيْه إلى دمشق، فحارب أهلها، ثم مضى إلى طَبَرّية وحارب مَن بها، ودخلها، فقتل عامّة أهلها الرّجال والنساء، وانصرف إلى البادية [1] .
[استغواء القرامطة لبعض بطون كلب]
وقيل: لمّا قُتِل صاحب الشّامة وكان أبوه حيًّا، نفَّذ رجلًا يقال له أبو غانم عبد الله بن سعيد، كان يؤدِّب الصِّبْيان، فتسمَّى نصرًا ليُعْمي أمرَه، فدار على أحياء كلْب يدعوهم إلى رأيه، فلم يقبله سوى رجل يُسمَّى المقدام بن الكيّال، فاستغوى له طوائف من بُطُونِ كلْب، وقدم الشّامَ، وعامل دمشق أحمد بن كَيَغْلَغ، وهو بأرض مصر يحارب الخليجيّ.
[مسير القرمطي ببلاد الشام]
فسار عبد الله بن سعيد إلى بُصْرَى وأذْرِعات، فحارب أهلها، ثمّ أمَّنهم وغدر بهم، فقتل وسبى ونهب، وجاء إلى دمشق، فخرج إليه صالح بن الفضل، فقتله القَرْمَطي وهزم جُنْده، ودافَعَه أهلُ دمشق، فلم يقدر عليهم، فمضى إلى طَبَريّة، فقتل عاملها يوسف بن إبراهيم، ونهب وسبى، فَوَرد الحسين بن حَمْدان دمشق والقَرْمَطيُّ بطَبَريّة، فعطفوا نحو السَّمَاوَة [2] ، فتبعهم ابن حمدان، فلجَّجُوا في البَرِّيَّة، ووصلوا إلى هِيت [3] في شَعْبان، فقتلوا عامّة أهلها ونهبوها، فجهَّز المكتفي إلى هِيت محمد بن إسحاق بن كُنْداجيق، فهربوا منه [4] .
__________
[1] انظر هذا الخبر فيه:
تاريخ الطبري 10/ 121، 122، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 191، 192، والمنتظم 6/ 56، ودول الإسلام 1/ 177، ومرآة الجنان 2/ 421، والنجوم الزاهرة 3/ 158.
[2] السّماوة: بفتح أوله. هي بادية بين الكوفة والشام. ويقال: السّماوة: ماء لكلب. (معجم البلدان 3/ 245) .
[3] هيت: بالكسر. بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل وخيرات واسعة، وهي مجاورة للبرّيّة. (معجم البلدان 5/ 420، 421) .
[4] الخبر إلى هنا في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 191- 193.

الصفحة 13