كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 22)

صاحب الخال. رأس القرامطة وطاغيتهم. هو سمّى نفسه هكذا. وهو حسين بن زَكْرَوَيْه. بعث المكتفي باللَّه عسكرًا لحربه في سنة إحدى وتسعين، فالتقوا، فقُتِل خلْق من أصحابه، ثمّ انهزم، فَمُسِكَ وأُتِيَ به، وطِيف به في بغداد في جماعة، ثمّ قُتِل هو وهم تحت العذاب.
وكان قد بايعه القرامطة بعد قتل أخيه، ولقَّبوه بالمهدي. وكان شجاعًا فاتكًا شاعرًا. ومن شعره يقول:
متى أرى الدنيا بلا كاذبِ ... ولا حَرُوري ولا ناصبي
متى أرى السَّيْفَ على كلِّ مَن ... عادى عليَّ بنَ أبي طالبِ [1]
ولما قُتِلَ خرج بعده أبوه زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ يأخذ بالثّأر، فاعترض الرّكَب العراقيّ في سنة أربعٍ وتسعين في المحرَّم، فقتلهم قتلًا ذريعًا، وبدَّعَ فيهم.
قال أبو الشَّيخ الأصبهانيّ: حزروا أنّ زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ قتل من الحاجّ وغيرهم خمسين ألف رجل [2] ، ثمّ لقِيه العسكر بظاهر الكوفة، فهزم العسكر وأخذ سلاحهم وثقلهم، فتقوّى بذلك، واستفحل أمره، وأجلبت معه كلْب وأَسَد، ولقَّبوه السيّد، وكان يُدْعى زَكْرَوَيْه.
ثمّ سار إليه جيش عظيم، فالتقوه بين البصْرة والكوفة، فكُسِر جيشه وأسر جريحًا، ثمّ مات في ربيع الأول من سنة أربع، وطيف به ببغداد ميتا [3] ، لا
__________
[ () ] والكامل في التاريخ 7/ 523، 524، والدرّة المضيّة (من كنز الدرر) 72- 75، ودول الإسلام 1/ 176، ومرآة الجنان 2/ 218، وتاريخ الخميس للدياربكري 385، والوافي بالوفيات 7/ 119، 120 رقم 3051.
[1] تاريخ أخبار القرامطة 87، والوافي بالوفيات 7/ 120 وفيهما بيتان آخران:
متى يقول الحقّ أهل النّهى ... وينصف المغلوب من غالب
هل لبغاة الخير من ناصر ... هل لكؤوس العدل من شارب؟
[2] وقال المسعودي: وكان عدّة من قتل في هذه القافلة الأخيرة أكثر من خمسين ألفا. (التنبيه والإشراف 326) .
[3] انظر التفاصيل في:
تاريخ الطبري 10/ 130- 134، والتنبيه والإشراف 325، 326، وتاريخ أخبار القرامطة 28- 36، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 194، و 197- 201، وتاريخ حلب للعظيميّ 276،

الصفحة 52