كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 24)

سنة اثنتين وعشرين
[ظهور الدَّيْلَم]
فيها ظهرت الدَّيْلَم، وذاك لأنّ أصحاب مرداويخ [1] دخلوا أصبهان، وكان من قُوّاده عليّ بن بُوَيْه. فاقتطع مالًا جليلًا وانفرد عن مخدومه.
ثمّ التقي هو ومحمد بن ياقوت، فهزم محمدا واستولى على فارس [2] .
وكان بُوَيْه فقيرًا صعلوكًا يصيد السمك، رأى أنّه بالَ، فخرج من ذَكَره عمود نار. ثمّ تشعَّب العمود حتّى ملأ الدّنيا. فقصَّ رؤياه على معبّر، فقال: لا أعبّرها إلا بألف درهم.
فقال: والله ما رأيتُ عُشْرها، وإنّما أنا صيّاد.
ثمّ مضى وصادَ سمكه فأعطاه إيّاها، فقال له: ألكَ أولاد؟ قال: نعم.
قال: أبشِر فأنّهم يملكون الدّنيا، ويبلغ سلطانهم على قدر ما احتوت النّار الّتي رأيتها [3] .
__________
[1] يرد في المصادر «مرداويخ» ومزداويخ» ، بالراء المهملة والزاي المنقوطة، و «مرداويج» بالجيم المنقوطة في الآخر كما في: تجارب الأمم 5/ 275 وما بعدها. انظر عنه: الأوراق للصولي 20 و 62، وقال ابن الوردي «مرداويج» : بفتح الميم وسكون الراء وفتح الدال المهملتين ثم ألف وواو ممالة وياء مثنّاة تحت وجيم. فارسيّة معناها: معلّق الرجال. (تاريخ ابن الوردي 1/ 267) .
[2] تكملة تاريخ الطبري 88 وفيه «مزداويج» ، وسيعاد الخبر مفصّلا، تجارب الأمم 5/ 279، النجوم الزاهرة 3/ 244.
[3] انظر رواية مختلفة في: تاريخ حلب 287، ورواية مفصّلة في: المنتظم 6/ 268، والكامل في

الصفحة 12