كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 24)

ينزل. ففوّق واحدٌ منهم سهمًا وقال: انزل وإلَّا قتلتُك. فنزل إليهم، فقبضوا عليه في سادس جُمَادى الآخرة [1] .
[خلافة الرّاضي]
وأخرجوا أبا العبّاس محمد بن المقتدر وأمّه، وبايعوه بالخلافة ولقّبوه الرّاضي باللَّه، فأحضر عليّ بن عيسى وأخاه عبد الرحمن واعتمد على رأيهما [2] وأدخل عليّ بن عيسى، والقاضي أبو الحُسين عمر بن محمد بن يوسف، والقاضي أبو محمد الحسن بن عبد الله بن أبي الشّوارب، والقاضي أبو طالب بن البهلول على القاهر، فقال له طريف اليَشْكُريّ [3] : ما تقول؟
قال: أنا أبو منصور محمد بن المعتضد، لي في أعناقكم بَيعة وفي أعناق النَاس، ولست أُبَرِّئكم ولا أُحلكم منها، فقوموا [4] فقاموا، فلمّا بعُدوا قال القاضي لطريف: وأيّ شيء كان مجيئنا إلى رجلٍ هذا اعتقادُه؟
فقطّب عليّ بن عيسى وقال: يُخلع ولا يُفكَّر فيه. أفعاله مشهورة.
قال القاضي أبو الحُسين: فدخلتُ على الرّاضي وأعدتُ ما جرى سرًا، وأعلمته بأنّي أرى إمامته فرضًا. فقال: انَصْرف ودعني وإيّاه. وأشار سيما مقدّم
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 80، تجارب الأمم 5/ 286- 289، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 22- 25، الإنباء في تاريخ الخلفاء 162 وفيه أن أبا محمد الحسن بن أبي الهيجاء بن حمدان الّذي تلقّب أخيرا بناصر الدولة هو الّذي واطأ جماعة من الغلمان الساجية والحجرية، الكامل في التاريخ 8/ 279- 281، تاريخ مختصر الدول 161، خلاصة الذهب المسبوك 244، 245، نهاية الأرب 23/ 117، 118، المختصر في أخبار البشر 2/ 80، العبر 2/ 89، دول الإسلام 1/ 195، 196، تاريخ ابن الوردي 1/ 266، البداية والنهاية 11/ 178، تاريخ الخميس 2/ 392، تاريخ ابن خلدون 3/ 396، 397، تاريخ الخلفاء 387.
[2] تجارب الأمم 5/ 290، الكامل في التاريخ 8/ 282، نهاية الأرب 23/ 121، 122.
[3] في تجارب الأمم 5/ 291 «طريف السّبكريّ» ، ومثله في: الكامل في التاريخ، وغيره، وفي تاريخ ابن الوردي 1/ 266 «السنكري» .
[4] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 25، مآثر الإنافة 1/ 282.

الصفحة 16