كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 26)

وصل في الماء إلى بَلَد [1] كان قد لحقه برد [2] شديد، فخلَّف بالموصل جماعة من الأتراك لِحفّظ [3] البلد، وقصد نَصِيبيّن [4] ، فسار ناصر الدولة إلى ميّافارقين [5] ، فساق وراءه طائفة فخرج عن ميّافارقين ولا يُدْرَى أين ذهب، فرجعت الطائفة إلى مُعِزّ الدولة.
ثم جاء ناصر الدولة إلى الموصل واقتتل مع من فيها، فظهر وانتصر، فاستأمن إليه الدَّيْلَم، واستأسر جميع التُرْك، وأخذ حواصل مُعِزّ الدولة ونقله، فسار مُعِزّ الدولة يريد الموصل، وجرت لهم فصول. ثم اصطلحوا، وعاد مُعِزّ الدولة إلى بغداد خائبًا [6] .
وفيها جاء الدُمُسْتُق إلى طَرَسُوس وأهدى هدايا إلى سيف الدولة، فاحتفل وجلس على سرير وعلى رأسه تاج [7] .
وفيها عُمل لسيف الدولة خيمة عظيمة، ارتفاع عمودها خمسون ذراعًا.
[الوَفَيَات]
وفيها توفي بُنْدار بن الحسين الشيرازي الزاهد العارف بأرّجان [8] .
__________
[1] مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل. (معجم 1/ 481) .
[2] في الأصل «درب» .
[3] في الأصل «بحفظ» .
[4] نصيبين: بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح. مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام. (معجم البلدان 5/ 288) .
[5] ميّافارقين: بفتح أوله وتشديد ثانيه، ثم فاء، وبعد الألف راء، وقاف مكسورة، وياء، ونون.
أشهر مدينة بديار بكر. (معجم البلدان 5/ 235) .
[6] راجع تكملة تاريخ الطبري 187 و 188، تجارب الأمم 2/ 204- 207، العبر 2/ 296، دول الإسلام 2/ 219، مرآة الجنان 2/ 350، ابن الأثير 8/ 553 و 554، تاريخ الأنطاكي.
[7] راجع ابن الأثير 8/ 555، العبر 2/ 296، تجارب الأمم 2/ 208.
[8] أرجان: بفتح أوّله وتشديد الراء، وجيم وألف ونون. مدينة كبيرة بين حدّ فارس والأهواز.
(معجم البلدان 1/ 143) .

الصفحة 14