كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 26)

هذا لا تُفْسِد [1] على القوم أمرهم، فانصرف، ثم عمل نقفور [2] دعوة لكبار أهل البلد وخلع عليهم، وأعطاهم جملة وَخَفرهم بجيشه حتى حصّلوا ببغراس [3] ، وحصل منهم خمسة آلاف بأنطاكية، فأكرمهم أهلها. ثم دخلت الروم مدينة طَرَسُوس فأحرقوا المنبر وجعلوا المسجد إِصْطَبْلًا [4] .
وأما سيف الدولة فإنه سار إلى أرْزَن [5] وأرمينية، وحاصر بَدْلِيس [6] وخلاط، وبها أَخَوَا نجا غلامه عَصَيَا عليه، فتملّك المواضع ورَدَّ إلى مَيّافارقين [7] . وعمد [8] أهل أنطاكية وطردوا نائب سيف الدولة عنهم، وقالوا نُداري ببيت المال ملكَ الروم أو ننزح [9] عن أنطاكية فلا مُقام لنا بعد طَرَسُوس، ثمّ إنّهم أَمَّروا عليهم رشيق النَّسَيْمِيّ [10] الذي كان على طَرَسوس، فكاتب ملك الروم على حمل الخراج إليه عن أنطاكية، فتقّرر الأمر على حمل أربعمائة ألف درهم في السنة، وجعل على كل رأس من المسلمين والنصارى ثلاثين درهمًا [11] . والأمر للَّه.
__________
[1] في الأصل «يفسد» .
[2] في الأصل «يقفور» .
[3] بفتح الباء الموحّدة وسكون الغين المعجمة وفي آخرها سين مكان الزاي- مدينة في لحف جبل اللّكام، مطلّة على نواحي طرسوس. (معجم البلدان 1/ 467) وقد وردت في الأصل «سغراش» .
[4] راجع في ذلك: تكملة تاريخ الطبري 190، تجارب الأمم 2/ 211، ابن الأثير 8/ 561، المنتظم 7/ 24، العبر 2/ 299، دول الإسلام 1/ 220، البداية والنهاية 11/ 255.
[5] في الأصل «أررن» والتصويب من تجارب الأمم- الحاشية- ص 212، نخب تاريخية 186.
و «أرزن» : بالفتح ثم السكون وفتح الزاي ونون. مدينة مشهورة قرب خلاط، كانت من أعمر نواحي أرمينية. (معجم البلدان 1/ 150) .
[6] الأعلاق الخطيرة- ج 3 ق 1/ 309.
[7] بدليس: بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وسين مهملة. بلدة من نواحي أرمينية قرب خلاط ذات بساتين كثيرة. (معجم البلدان 1/ 358) .
[8] في الأصل «عمل» ، والتصويب عن تجارب الأمم، ونخب تاريخية.
[9] في الأصل «ينزح» .
[10] انظر عنه: ابن الأثير 8/ 561 و 562، البداية والنهاية 11/ 255، معجم البلدان 4/ 28، تجارب الأمم 214.
[11] ينفرد الذهبي بين المصادر المتوافرة لدينا بهذا النص.

الصفحة 20