كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 26)

[حوادث] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة
عملت الرافضة يوم عاشورا بالنَّوح وتعليق المُسُوح، وعيّدوا يوم الغدير وبالغوا في الفرح [1] .
ولم يحجّ أحد من الشام ولا مصر [2] .
وفيها كانت فتنة الأمير أبي الحسن محمد بن المستكفي باللَّه عبد الله بن المكتفي باللَّه على ابن المعتضد العبّاسي لما خُلِع أبوه المستكفي وسُمل [3] ، وهرب هو ودخل الشام ومصر وأقام هناك عند كافور الإخشيدي، فلاذ به جماعة وأطمعوه في الأمر وقالوا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المهدي من بعدي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي» [4] وإنْ أنت قدمت بغدادَ بايعك الدَّيْلَم، فتوجّه إلى بغداد ثم دخلها سرًا وبايعه جماعة من الدّيلم في هذه
__________
[1] المنتظم 7/ 43، الكامل 8/ 589.
[2] شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) - ج 2/ 351.
[3] سمل: قدحت عيناه.
[4] أخرج الترمذيّ نحوه في كتاب الفتن (2331) باب ما جاء في المهديّ (44) من طريق:
سفيان الثوري، عَنْ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي» . وفي الباب عن:
عليّ، وأبي سعيد، وأمّ سلمة، وأبي هريرة. وقال الترمذيّ: هذا حسن صحيح.

الصفحة 39