كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 26)

أملاكي، فضمنت منه، فربحت ربحًا مُفْرِطًا حتى كسبت في ثلاثة أعوام ثلاثين ألف دينار، فحملت إلى دَعْلَجُ ذَهَبَهُ، فقال: ما خَرَجَت والله الدنانير عن يدي، ونويت أن آخذ عِوَضها، صِلْ [1] بها الصبيان، فقال: أيّها الشيخ، أيّ شيء أصل هذا المال حتى تهب لي منه عشرة آلاف دينار؟ فقال: نشأت وحفظت القرآن وطلبت الحديث وتاجرت، فوافاني تاجر فقال [2] : أنت دَعْلَجُ؟
قلت: نعم، قال: قد رغبت في تسليم مالي إليك مُضارَبَةً، وسلَّم إليّ بارنامجات [3] ألف ألف درهم، وقال لي: ابسط يدك فيه ولا تعلم موضِعًا تنفقه إلا حملت منه إليه. ولم يزل يتردّد إليّ سنة بعد سنة يحمل إليّ مثل هذا، والمال يُنمّى، فلما كان في آخر سنة اجتمعنا قال لي: أنا كثير الأسفار في البحر، فإنْ قضى الله علْيَ قضاءً فهذا المال كلّه لك، على أنْ تتصدّق منه وتبني المساجد. قال دَعْلَجُ: فأنا أفعل مثل هذا، وقد ثَمَّر الله المال في يدي، فاكْتُم عليّ ما عِشْتَ. رواها الخطيب عن أبي منصور محمد بن محمد العسكري، حدّثني أحمد بن الحسين فذكرها.
سَلْم بن الفضل أبو قتيبة، قد تقدّم.
وقيل: توفّي فيها عبد الله بن أحمد بن مسعود [4] .
وأبو بكر الأصبهاني المقرئ المطّرز: سمع: عليّ بن جبلة، ومحمد بن العباس الأخرم، وإبراهيم بن ناملة.
روي عنه: أبو بكر الذكواني، وغيره، وبالإجازة أبو نُعَيْم.
عبد الله بن أحمد بن الحسين [5] بن رجا أبو القاسم الخرقي، بغداديّ مستقيم الحديث.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد 8/ 391 «حلّ» بالحاء واللّام المشدّدة.
[2] في الأصل: «فقلت» .
[3] في الأصل «برباحات» .
[4] تاريخ بغداد 8/ 390- 392.
[5] تاريخ بغداد 9/ 389 رقم 4983.

الصفحة 56