كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 26)

وأرسلوا عليه حجرًا أهلكه، فانصرف به خواصُّه إلى الدُمُسْتُق، وكان قد أسر من أعيان حلب ألفًا ومائتين فضرب أعناقهم بأسرهم، وردّ إلى أرض الروم ولم يردّ أهل القرى، وقال لهم: ازرعوا فهذا بلدنا، وبعد قليل نعود إليكم [1] .
وفيها كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد لعنة معاوية ولعنة من غَصَبَ فاطمةَ حقَّها من فَدَك [2] ، ومَن منع الحَسَن أن يُدفن مع جدّه، ولعنة من نفي أبا ذَرٍّ. ثم إنّ ذلك مُحي في الليل، فأراد مُعِزُّ الدولة إعادته، فأشار عليه الوزير المهلّبي أن يُكتَب مكان ما مُحي: لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصرّحوا بلعنة معاوية فقط [3] .
وفيها أسرت الروم أبا فراس بن سعيد بن حمدان من منبج [4] وكان واليها [5] .
__________
[1] قارن ذلك مع: تجارب الأمم- ج 2/ 192- 194، تكملة تاريخ الطبري 181 و 182، الكامل في التاريخ- ج 8/ 540- 542، مرآة الجنان 2/ 346، البداية والنهاية 11/ 239 و 240، وتاريخ يحيي بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، وزيدة الحلب 1/ 834- 139.
[2] فدك: بالتحريك، قرية بالحجاز، أفاءها الله على رسوله صلّى الله عليه وسلّم في سنة 7 صلحا، ثم نحلها الرسول صلّى الله عليه وسلّم لابنته فاطمة، وفي هذا رواية طويلة. (انظر: فتوح البلدان للبلاذري- ق 1/ 32- 38، معجم البلدان- ج 4/ 238 و 239) . وانظر: سيرة ابن هشام- ج 3/ 286، 287 (بتحقيقنا) والجزء الأول من تاريخ الإسلام الخاص بالمغازي- ص 422 (بتحقيقنا أيضا) .
[3] المنتظم 7/ 8، الكامل في التاريخ 8/ 542، 543.
[4] منبج: بالفتح ثم السكون وباء موحّدة مكسورة وجيم. مدينة كبيرة واسعة قريبة من حلب.
(معجم البلدان 5/ 205 و 206) .
[5] تكملة تاريخ الطبري 180.

الصفحة 8