كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 27)

أقاموا على المطالبة به، وترك الرجوع (إلا بعد تسليمه) [1] إلى أبي حرب خال بهاء الدولة، فسُقي السُّمَّ، فلم يعمل فيه، فخُنِق بحبل [2] .
وفي رجب، سُلِّم الطائع للَّه المخلوع إلى القادر باللَّه، فأنزله في حجرة ووكّل به من يحفظه، وأحسن صيانته ومراعاة أموره، فكان المخلوع يطالب من زيادة الخدمة بمثل ما كان يطالب به أيام خلافته، وأنه حُمل إليه طيب من بعض العطّارين، فقال: أمن هذا يتطيّب أَبُو العبّاس؟ قالوا: نعم. فقال:
قولوا له في الفلاني من الدار كندوج [3] فيه طيب مما كنت استعمله فأنفذ لي بعضه، وقدّمت إليه بعض اللّيالي شمعة قد أوقدت [4] ، فأنكر ذلك، فحملوا إليه غيرها، وأقام على هذا إلى أن تُوُفيّ [5] .
وفيها ولد أبو الفضل محمد بن القادر باللَّه، وهو الذي جُعل وليّ العهد، ولُقّب «الغالب باللَّه» [6] .
واشتدّ في الوقت القحْط ببغداد [7] .
__________
[1] ما بين القوسين تكرّر في الأصل.
[2] المنتظم 7/ 168، 169.
[3] كندوج: بالفارسية صندوق أو مخزن، أصله «كندو» وعرّب بإضافة الجيم. (انظر: نهاية الأرب 3/ 210 بالحاشية رقم (1) .
[4] في الأصل «أوقد» .
[5] انظر عن الطائع للَّه العباسي ووفاته في:
تاريخ بغداد 11/ 79، وذيل تاريخ دمشق 11، والكامل في التاريخ 9/ 93، وتاريخ العظيمي 313، وتاريخ الزمان 71، والمنتظم 7/ 66، 68 و 224، وتاريخ الفارقيّ 63، وذيل تجارب الأمم 245، والإنباء في تاريخ الخلفاء 179- 182، وتاريخ مختصر الدول 173، ونهاية الأرب 23/ 202- 206، والمختصر في أخبار البشر 2/ 127، 128، والعبر 3/ 55، 56، وسير أعلام النبلاء 15/ 118- 127، رقم 62، ودول الإسلام 1/ 232، وخلاصة الذهب المسبوك 258- 261، والنبراس 124- 127، ونكت الهميان 196، 197، والدرّة المضيّة 228، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، والفخري في الآداب السلطانية، ومرآة الجنان 3/ 410، والبداية والنهاية 11/ 311، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة 1/ 31- 318، وتاريخ الخلفاء 405- 411، وشذرات الذهب 3/ 143، وأخبار الدول وآثار الأول للقرماني 170، 171، وتاريخ الأزمنة 79.
[6] المنتظم 7/ 169.
[7] المنتظم 7/ 170.

الصفحة 13