كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)

فرماهم أهل الكَرْخ، وثارت الفتنة، ومُنعت الصّلاة، ونُهِبت دار الشّريف المرتضى، فخرج مُرَوَّعًا، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرَمه.
وأُحرقت إحدى سَرِيّاته [1] . ونُهبت دُور اليهود وطُلبوا لأنهم أعانوا اهل الكَرْخ فيما قيل [2] .
ومن الغد اجتمع عامّة السُّنَّة، وانضاف إليهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكَرْخ، فأحرقوا الأسواق، وأشرف أهل الكَرْخ على خطّة عظيمة [3] .
وركب الخليفة إلى الملك والإسْفَهسلاريّة [4] يُنْكر ذلك، وأمر بإقامة الحدّ على الْجُنَاة، فركب وزير الملك، فوقعت في صدره آجُرّة وسقطت عمامته، وقُتِل من أهل الكَرْخ جماعة، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه، وأُحرق وخُرِّب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصّفّارين، وسوق الأنماط، وسوق الزّيّاتين [5] ، وغير ذلك. وزاد الاختلاف والفُرْقة [6] .
وعبرَ سَكْرانٌ بالكَرْخ فضُرِب بالسّيف فقُتِل، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السُّلطان لسقوط هيبته [7] .
[مقتل الكلالكيّ ناظر المعونة]
ثمّ قتلت العامّة الكلالكيّ، وكان ينظر في المعونة، وتبسّط العوامّ وأثاروا الفِتَن، ووقع القتال في البلد من الجانبين، واجتمع الغلمان، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدّولة، وشكوا إطّراحَهم واطّراح تدبيرهم، وأشاعوا أنّهم يقطعون
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي العبر 3/ 146 «سرية» بدون تنقيط. أما في (المنتظم 8/ 55) :
«وأحرقت إحدى سميرتيه» ، وفي: مرآة الجنان 3/ 40: «سرية» .
[2] جاء على هامش الأصل: «ث. إن صحّ فقد دافعوا عن حميرهم، على رأى من قال: الرافضيّ حمار اليهوديّ. وهذا الحاشية من لطافة مؤلّفه رحمه الله» .
والخبر في:
المنتظم 8/ 55، و (الطبعة الجديدة) 15/ 213، 214، والكامل في التاريخ 9/ 418، والعبر 3/ 146، ومرآة الجنان 3/ 40، والبداية والنهاية 12/ 31.
[3] مرآة الجنان 3/ 40.
[4] يقال: «الإسفهسلارية» و «الإصفهسلارية» (بالصاد) كما في (المنتظم) ، وغيره.
[5] في: المنتظم، والكمال: «سوق الدقّاقين» ، وفي: العبر «سوق الزيت» .
[6] المنتظم 8/ 55، (الطبعة الجديدة) 15/ 214، الكامل في التاريخ 9/ 419، العبر 3/ 146، 147، دول الإسلام 1/ 251، مرآة الجنان 3/ 40، 41.
[7] المنتظم 8/ 55، (الطبعة الجديدة) 15/ 214.

الصفحة 10