كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)
عاش نيِّفًا وتسعين سنة [1] .
وقال أبو محمد رزق الله التّميميّ [2] : كان أبو الحسين بن السّمّاك يتكلّم على النّاس بجامع المنصور. وكان لا يُحسن من العلوم شيئًا إلّا ما شاء الله.
وكان مطبوعًا يتكلّم على مذهب الصُّوفيّة، فكُتِبَت إليه رُقْعة: ما تقول في رجل مات؟ فلمّا رآها [3] في الفرائض رماها وقال: أنا أتكلّم على مذهب قوم إذا ماتوا لم يخلّفوا شيئا. فأعجب الحاضرين [4] .
__________
[1] قال ابن الأثير: مات في شوّال عن خمس وتسعين سنة. (الكامل 9/ 432) . وفي البداية والنهاية 12/ 35 عن 94 سنة.
[2] لسان الميزان 1/ 156، 157.
[3] وقع في: لسان الميزان 1/ 157: «ما تقول في رجل مات فلمّا رآها في الفرائض رماها» . وقال محقّقه في الحاشية (1) : «كذا في الأصل» .
[4] وقال الخطيب: «كان له في جامع المنصور مجلس وعظ يتكلّم فيه على طريقة أهل التصوّف ... وقد حدّثنا عن أبي بكر بن السمّاك حديثا مظلم الإسناد، منكر المتن، فذكرت روايته عن ابن السمّاك لأبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، فقال: لم يدرك أبا عمرو بن السمّاك، هو أصغر من ذاك، لكنّه وجد جزءا فيه سماع أبي الحسين بن أبي عمرو ابن السمّاك من أبيه، وكان لأبي عمرو بن السمّاك ابن يسمّى محمدا ويكنّى أبا الحسين، فوثب على ذلك السماع وادّعاه لنفسه. قال الصيرفي: ولم يدرك الخالديّ أيضا، ولا عرف بطلب العلم، إنما كان يبيع السمك في السوق إلى أن صار رجلا كبيرا، ثم سافر وصحب الصوفية بعد ذلك. قال لي أبو الفتح محمد بن أحمد المصري: لم أكتب ببغداد عمّن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة، أحدهم أبو الحسين بن السمّاك. مات ابن السمّاك في يوم الأربعاء الرابع من ذي الحجّة سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب بعد أن صلّي عليه في جامع المدينة، وكان يذكر أنه ولد في مستهل المحرّم سنة ثلاثين وثلاثمائة» . (تاريخ بغداد 4/ 110، 111) .
وذكره الخطيب في موضع آخر من تاريخه (1/ 331، 331) في ترجمة الروذباري، فقال:
«أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين الواعظ قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري بصور الساحل» .
وقال الخطيب أيضا: أنشدنا أحمد بن الحسين الواعظ قال: «أنشدنا أبو الفرج الورثاني الصوفي» ، وذكر من طريقه شعرا أنشده الروذباري.
وقال ابن ماكولا: «وأما سمّاك- بفتح السين وتشديد الميم وآخره كاف- فهو أبو الحسين أحمد ابن الحسين بن أحمد ابن السمّاك الواعظ، كان جوّالا كثير الأسفار. حدّث عن جماعة ولم
الصفحة 125
647