كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)

فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَنَّ الْمَيِّتَ يَرِثُهُ أَقْرِبَاؤُهُ، وَلَا تَكُونُ تَرِكَتُهُ صَدَقَةً. وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخِلَافِ الْمُسْلِمِينَ، بَيَّنَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ» [1] . وقد سمع أبو علي هذا من: ابن شَبُّوَيْه المَرْوَزيّ بمَرْو، ومن جعفر بن فنّاكيّ بالرّيّ [2] . وتخرّج به الأصحاب.
130- حمزة بن محمد بن طاهر [3] .
الحافظ أبو طاهر البغداديّ الدّقّاق، مولى المِهْديّ.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، فمن بعدهم.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا، فهْمًا، عارفا. ولد سنة ستّ وستّين وثلاثمائة.
وقال البَرْقانيّ: ما اجتمعتُ قطّ مع أبي طاهر حمزة ففارقته إلّا بفائدة علم [5] .
__________
[ () ] وأخرجه أحمد في: المسند 1/ 4 و 6 و 9 و 10 و 25 و 47 و 48 و 49 و 60 و 164 و 179 و 191 و 6/ 145 و 262.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 315.
وأخرجه ابن جميع الصيداوي في: معجم الشيوخ 374 رقم (365) بتحقيقنا.
وأخرجه الخطيب في: تاريخ بغداد 12/ 377.
[1] قال ابن السمعاني: إنّ أبا عليّ تمسّك بهذا الحديث، فاعترض عليه المرتضى الموسوي وقال: كيف يقول إعراب الصدقة بالرفع أو النصب؟ إن قلت بالرفع فليس كذلك، وإن قلت بالنصب فهو حجّتى لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا تركنا صدقة» يعني: لم نتركه صدقة. فدخل أبو علي وقال: فيما ذهبت إليه إبطال فائدة الحديث، فإن أحدا لا يخفى عليه أنّ الإنسان إذا مات يرثه قريبه وأقرب الناس إليه ولا يكون صدقة ولا يقع فيه الإشكال، فبيّن النبيّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ما تركه صدقة، بخلاف سائر الناس.
[2] وذكر ابن السمعاني جماعة ممن روى عنهم ابن الخضر في:
بخارى، وبغداد، والكوفة، ومكة، وهمذان، وساوة، والري، ومرو. (الأنساب 9/ 310، 311) .
[3] انظر عن (حمزة بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 184، 185 رقم 431، والسابق واللاحق 65، وتقييد العلم 103، والعبر 3/ 155، وسير أعلام النبلاء 17/ 443 رقم 297، وشذرات الذهب 3/ 227.
[4] في تاريخه 8/ 184.
[5] تاريخ بغداد 8/ 184، وفيه أيضا: «قال الحسين (بن محمد بن طاهر) : وسمعت محمد بن أبي

الصفحة 129