كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)
فيا صارما [1] أغمدته يد ... لنا بعدك الصّارمُ المُنْتَضَى
ولمّا حضرناك عند [2] البياع ... عَرفنا بهداك طُرُقَ الهُدَى
فقَابَلْتَنا بوَقَار المَشِيب ... كمالًا وسِنُّك سِنُّ الفتى [3]
وصلّى بالنّاس في دار الخلافة المغرب، ثمّ بايعه من الغد الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر [4] .
[شغب الأتراك للحصول على رسْم البيعة]
ولم يركب السّلطان للبيعة غضبًا للأتراك وذلك لأنّهم همُّوا بالشَّغب، لأجل رسْمهم على البيعة، فتكلّم تركّيٌّ بما لا يصلُح في حقّ الخليفة، فقتله هاشميّ، فثار الأتراك وقالوا: إن كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد. وإن لم يكن فيسلّم إلينا القاتل.
فخرج توقيع الخليفة: لم يجرِ ذلك بإيثارنا، ونحن نقيم في القاتل حدّ الله.
ثمّ ألحّوا في طلب رسْم البَيْعة، فقيل لهم: إنّ القادر لم يخلّف مالًا. ثم صولحوا على ثلاثة آلاف دينار. فعَرَضَ الخليفة خانًا بالقطيعة وبستانًا وشيئًا من أنقاض الدُّور [5] على البيع [6] .
[وزراء القائم بأمر الله]
ووَزَرَ له: أبو طالب محمد بن أيّوب [7] ثمّ جماعة منهم: أبو الفتح بن
__________
[1] في: الكامل: «فيا صارم» ، والمثبت يتفق مع بقية المصادر.
[2] هكذا في الأصل: ومختصر التاريخ، وخلاصة الذهب: أما في (المنتظم) : «عقد» (بالقاف) .
[3] الأبيات في: المنتظم 8/ 58، و (الطبعة الجديدة) 15/ 218، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 203، وخلاصة الذهب المسبوك 264، والبداية والنهاية 12/ 32.
وفي: الكامل في التاريخ 9/ 417، 418، ونهاية الأرب 23/ 219، الأبيات الأربعة الأولى فقط.
[4] المنتظم 8/ 58، (15/ 218) ، مرآة الجنان 3/ 41.
[5] المنتظم 8/ 59، (15/ 218) وفيه: «من أنقاض الدار» .
[6] قال ابن العبري: إن الأمراء الأعاجم كانوا متولّين البلاد كلها حتى بغداد عينها، ولم يدعوا للخليفة سوى أرزاقه لا غير، فاضطرّ أن يبيع الفندق والحدائق وبعض أمتعة داره ويؤدّي للأتراك ما طلبوه. (تاريخ الزمان 84) ، العبر 3/ 147، دول الإسلام 1/ 252، مرآة الجنان 3/ 41 شذرات الذهب 3/ 223.
[7] الإنباء في تاريخ الخلفاء 187، المنتظم 5/ 175، معجم الأدباء 5/ 145، مجمع الآداب
الصفحة 13
647