كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)

العلّامة أبو القاسم بن كُرْدان [1] الواسطيّ النَّحْويّ.
صاحب أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانيّ. قرأ عليهما «كتاب» سيبَويه.
وأهل واسط يتغالَون في ابن كُرْدان ويفضّلونه على ابن جِنِّيّ [2] .
صنَّف كتابًا نحو خمسة عشر مجلَّد في إعراب القرآن. ثمّ بدا له فغَسَلَه قبل موته.
وكان ديِّنًا نَزِهًا مصوّنًا [3] .
أخذ عنه: أبو الفتح بن مختار [4] ، ومحمد بن عبد السّلام.
ومات في هذا العام. قاله كلّه خميس الحوزيّ [5] .
__________
[1] هكذا في الأصل ضبط بضم الكاف، ومثله في: سير أعلام النبلاء، وسؤالات السلفي. وفي (معجم الأدباء) : «كردان» بكسر الكاف.
[2] سؤالات السلفي 54، وفيه زيادة: «والرّبعي» .
[3] سؤالات السلفي 54، وقد تصحّفت في (بغية الوعاة) إلى «متصوفا» .
[4] ترجم له السلفي في سؤالاته 53 رقم 10 وهو: «محمد بن محمد بن المختار» .
[5] وزاد أيضا: «ركب إليه فخر الملك أبو غالب محمد بن علي بن خلف وزير بهاء الدولة، وهو سلطان الوقت، وبذل له فلم يقبل. وكانت قد جرت بينه وبين القاضي أبي تغلب أحمد بن عبيد الله العاقولي صديق الوزير المغربيّ وخليفة السلطان والحكّام على واسط في وقته- وكان معظّما مفخّما- خصومة، فقال له ابن كردان: إن صلت علينا بمالك صلنا عليك بقناعتنا.
حكى ذلك لنا عنه أبو نعيم أحمد بن علي ابن أخي سكّرة المقرئ في الجامع بواسط» .
(سؤالات السلفي) .
وقال أبو غالب بن بشران: كان ابن كردان يعرف بابن الصّحنانيّ ولم يبع قطّ الصّحناة، وإنما كان أعداؤه يلقّبونه بذلك فغلب عليه، قال: وهذا الشيخ أول الشيوخ الّذي قرأت عليهم الأدب.
(قال المرحوم عبد الخالق حسّونة في تحقيقه لمعجم الأدباء 13/ 259 في الحاشية (1) :
«الصحنة والصحناة: نبّه على هذا اللفظ في القاموس، وكأنه ما نسمّيه «السردين» ، وفي الأصل بالسين، ولعلّه محرّف فأصلحته إلى ما ترى) .
وذكره أبو عبد الله محمد بن سعيد الدّبيثي في نحاة واسط فقال: كان شاعرا، ومن شعره في ذمّ واسط:
سئم الأديب من المقام بواسط ... إنّ الأديب بواسط مهجور
يا بلدة فيها الغنيّ مكرّم ... والعلم فيها ميّت مقبور
لا جادك الغيث الهطول ولا اجتلى ... فيك الربيع ولا علاك حبور
شرّ البلاد أرى فعالك ساترا ... عنّي الجميل، وشرّك المشهور

الصفحة 134