كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)

وروى عنه في سنة ثلاثٍ وتسعين «صحيح البخاريّ» : عبد الغفّار بن طاهر الهَمَدانيّ [1] .
وروى عنه: أبو نصر الشّيرازيّ المقرئ.
وهو أحد من لم يذكره «ابن عساكر» في «تاريخه» . وقد سمع بدمشق من الكِلابيّ، وأجزاء من أبي زُرْعة المقرئ.
وكان مع بصره بالحديث قيّمًا بكتاب الله، كبير القدْر، سامي الذِّكْر، واسع الرِّحلة. لقي بالبصرة أحمد بن العبّاس الأسْفَاطيّ [2] ، وأحمد بن عُبَيْد الله النَّهْردَيْريّ [3] .
وكنّاه بعضهم: أبا جعفر، وهو بأبي بكر أشهر.
وقد ذكرناه في سنة خمس عشرة [4] على ما ورّخه بعضهم، وهو في هذا العام أرجح [5] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 17/ 428.
[2] الأسفاطي: بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الفاء وبعد الألف الساكنة طاء مهملة.
هذه النسبة إلى بيع الأسفاط وعملها. (اللباب 1/ 54) .
[3] النّهرديري: بفتح النون وسكون الهاء والراء، وفتح الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى نهر دير، وهي قرية كبيرة على اثني عشر فرسخا من البصرة.
(الأنساب 12/ 173) .
[4] انظر عنه في الطبقة السابقة من الجزء السابق.
[5] ولكن الخطيب قال: إن أبا بكر الأردستاني مات بهمدان في سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
وتاريخ بغداد 1/ 417، المنتظم 8/ 90 (15/ 255) .
وقال ابن النقطة: توفي في دار ابن حميد في سنة أربع وعشرين وأربعمائة. (التقييد 28) .
وقال الخطيب: «كان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة، ويحجّ ماشيا، وحدّث ببغداد ...
كتبت عنه وكان ثقة يفهم الحديث» : (تاريخ بغداد) .
وقال ابن السمعاني: «كان حافظا متديّنا مكثرا من الحديث، رحل إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر، وخرج إلى خراسان، وبلغ إلى ما وراء النهر، وكتب الكثير ... ذكره أحمد بن محمد بن ماما الحافظ وقال: شاب مفيد حسن العشرة، كان جهد في تتبّع الآثار، وجدّ في جمع الأخبار بالعراق وبخراسان وما وراء النهر، وأقام ببخارا سنين يكتب معنا، فحصّل أكثر حديث بخارا، ثم رجع، فوجدت خبره في سنة أربع وأربعمائة عند الحافظ الجليل أبي عبيد الله ابن البيّع بنيسابور، ثم خرج إلى مصر، فلم أسمع بخبره بعد ذلك ... وذكره أبو زكريا يحيى ابن أبي عمرو بن مندة في كتاب أصبهان فقال: أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني أحد الحفّاظ، كان متّقيا متديّنا، سافر إلى خراسان وبغداد، ومات بهمدان يوم عاشوراء سنة سبع وعشرين وأربعمائة يوم الثلاثاء» . (الأنساب 9/ 178، 179) .

الصفحة 137