الإمام أبو الحسين الحنفيّ، الفقيه البغداديّ المشهور بالقُدُورِيّ [1] .
قال الخطيب [2] : لم يحدِّث إلّا بشيءٍ يسير. كتب عنه، وكان صدوقًا [3] .
وانتهت إليه بالعراق رئاسة أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وعظُمَ قدره، وارتفع جاهه. وكان حَسَن العبارة في النَّظَر، جريء اللّسان، مُدِيمًا للتّلاوة.
قلت: روى عن: عُبَيْد الله بن محمد الحَوْشبيّ [4] صاحب ابن المجدّر، ومحمد بن عليّ بن سُوَيْد المؤدِّب.
روى عنه: الخطيب، وقاضي القضاة أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي الدامغاني [5] .
وصنّف «المختصر» المشهور في مذهبه [6] .
وكان يناظر الشيخ أبا حامد الأسفرائينيّ.
ولد سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة [7] .
__________
[1] القدوريّ: بضم القاف والدال المهملة والراء بعد الواو. هذه النسبة إلى القدور. (الأنساب 10/ 76، اللباب 3/ 19) قال ابن خلّكان: ولا أعلم سبب نسبته إليها، بل هكذا ذكره السمعاني في كتاب الأنساب. (وفيات الأعيان 1/ 79) .
[2] في تاريخه 4/ 377.
[3] وزاد بعدها: «وكان ممن أنجب في الفقه لذكائه» .
[4] الحوشبي: بفتح الحاء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى حوشب وهو جدّ أبي الصلت شهاب بن خراش بن حوشب الشيبانيّ. (الأنساب 4/ 269) .
[5] الدّامغانيّ: بالدال المفتوحة المشدّدة المهملة والميم المفتوحة والغين المنقوطة. بلدة من بلاد قومس. (الأنساب 5/ 259) .
[6] منه نسخ عدّة في المكتبات، منها: برلين، وباريس، وجوتا، والجزائر، والمتحف البريطاني، وجاريت، وأياصوفية، وقليج علي، وسليم آغا، وغيرها. انظر عن النسخ المخطوطة في:
تاريخ التراث العربيّ، المجلد الأول، ج 1 (قسم الفقه) ص 116.
وقد طبع الكتاب في: دلهي 1847 م، ولاهور 1870 م. وقازان 1890- 1909 م، وبومباي 1303 هـ، واستنبول 1310 هـ.، و 1317- 1318 هـ. والقاهرة 1957 م. وترجم إلى الفرنسية ونشر في باريس 1829 م. ثم في تونس.
وله تكملات وشروح كثيرة ذكرها فؤاد سزكين في (تاريخ التراث العربيّ 117- 124) .
وكتابه «المختصر في فروع الحنفية، هو من الكتب المعتمدة في فقه الأحناف. وقد اشتهر عندهم باسم «الكتاب» ، مثل شهرة «الكتاب» لسيبويه عند النحاة.
[7] تاريخ بغداد 4/ 377.