كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)
ممالك كثيرة فيجوز أن تطرح ذلك مدّة، وتوفر علينا هذه الصبابة من المادّة، والصواب أن لا تخالفنا.
وأنفَذوا الرُّقعة إلى المرتضى ليعرضها عليه، فأجاب بأنّا معترفون لكم بما ذكرتم، وما يحصل لنا نصرفه إليكم.
فلمّا وصل القول نَفَروا وقالوا: هذا غرضه المدافعة.
ثمّ حلّفوه على صلاح النِّيَّة. وبعد ذلك دخلوا وقبَّلوا الأرضَ بين يديه، وهو في دار المرتضى. وسألوه الصَّفْح. وركب معهم إلى دار المملكة [1] .
[زيادة العَمْلات والكبْسات]
ثمّ زاد أمر العَمْلات والكبْسات. وتعدَّوا إلى الجانب الشَّرقيّ فأفسدوا.
ووقع القتال. وحمل العيَّارون السِّلاح، وكُثر الهرج [2] .
[منع الخطبة في جامع الرصافة]
ثم ثار العوّام إلى جامع الرّصافة ببغداد فمُنعوا من الخطبة ورجموا القاضي أبا الحسين بن الغريق [3] ، وقالوا: إن خطبت للبرجميّ، وإلّا فلا تخطب لخليفة ولا لملك [4] .
[ولاية أبي الغنائم المعونة]
ثم أُقيم على المعونة أبو الغنائم بن عليّ، فركب وطاف وفتك، فوقعت الرَّهْبة [5] .
ثم إنّ بعض القُوّاد أخذ أربعةً من أصحاب البرجميّ فاعتقلهم، فاحتدّ البرجميّ وأخذ أربعةً من أصحاب ذلك القائد، وجاء بهم إلى دار القائد فطرق
__________
[1] المنتظم 8/ 73- 75، (15/ 235، 236) ، الكامل في التاريخ 9/ 431، 432، مرآة الجنان 3/ 44، البداية والنهاية 12/ 35.
[2] المنتظم 8/ 75، (15/ 236، 237) ، الكامل في التاريخ 9/ 432، البداية والنهاية 12/ 35، النجوم الزاهرة 4/ 278.
[3] هكذا في الأصل، والعبر 3/ 154، أما في (المنتظم 8/ 75) : «ابن العريف» .
[4] المنتظم 8/ 75، (15/ 237) ، العبر 3/ 154.
[5] المنتظم 8/ 75، (15/ 237) .
الصفحة 27
647