كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)
مَن أراد منكم التوبة قُبِلت توبته، ومن أراد خدمة السلطان استُخْدِم مع صاحب المعونة [1] ، ومن أراد الانصراف عن البلد كان آمنًا على نفسه ثلاثة أيّام.
فعرض ذلك عليهم، فقالوا: نخرج. وتجدّد الفساد والاستيفاء [2] .
[انقضاض شهاب]
وفي ذي القعدة انقضّ شهابٌ كبير مُهَوِّل، ثم بعد جمعة انقض شهابٌ ملأ ضوؤه الأرض، وغلب على ضوء المشاغل، وروّع مَن رآه، وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله، حتّى قيل انفرجت السّماء لَعِظَمِ ما شوهد منه [3] .
[الفَنَاء ببغداد]
وفي ذي الحجّة وقع الفناء ببغداد، فذُكِر أنّه مات فيها سبعون ألفا [4] .
__________
[1] في المنتظم 8/ 79 (15/ 241) : «صاحب البلد» .
[2] في المنتظم 8/ 79 (15/ 241، 242) : «وتجدّد الاستقفاء والفساد» .
[3] المنتظم 8/ 79 (15/ 242) ، الكامل في التاريخ 4399، تاريخ الزمان 85، 86.
[4] المنتظم 8/ 79 (15/ 242) ، الكامل في التاريخ 9/ 439، تاريخ الزمان 86 وفيه أخبار نكبات أخرى، «وهبّت بعد سنة رياح قويّة في بحر فارس أغرقت أكثر من خمسين سفينة وأهلكت أكثر من ألف وخمسمائة إنسان. وفاض البحر والأنهار وتفجّرت ميازيب السماء، واجتاحت المياه كثيرا من القرى. قيل: إن بعض الناس أفلتوا من الغرق بدفوف السفن وألواحها وما كادوا يصلون إلى البرّ حتى دهمهم الغمر وردّهم ثانية إلى البحر وأغرقهم» ، العبر 3/ 156، دول الإسلام 1/ 253، البداية والنهاية 12/ 36.
الصفحة 32
647