كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)
[خُذلان الترك والسلطان]
وزادت الِفَتن، وكثُر القتل، ومُنع أهل سوق يحيى من حمل الماء من دجلة إلى أهل باب الطّاق والرّصافة. وخُذل الأتراك والسّلطان في هذه الأمور حتّى لو حاولوا دفعَ فسادٍ لزاد، وتملّك العيّارون البلد [1] .
[فتح بلاد بالهند وجُرجَان وطبرستان]
وفيها وصل كتاب السلطان مسعود بن محمود بفتحٍ فتحه بالهند، ذكر فيه أنّه قتل من القوم خمسين ألفًا، وسبى سبعين ألفًا، وغنِم منهم ما يقارب ثلاثين ألف ألف درهم. فرجع وقد ملك الغُزّ بلاده، فأوقع بهم، وفتح جُرجان وطَبَرِستان [2] .
[الجهر بالمعاصي]
واشتدّ البلاء بالعيّارين، وتجهرموا [3] بالإفطار في رمضان [4] ، وشُرْب الخمور، والزّنا. وعاد القتال بين أهلِ المحَالّ. وكثُرت العَمْلات، واتّسع الخَرْق على الرّاقع، وقال الملك: أنا أركب بنفسي في هذا الأمر: فما التفتوا له، وتحيّر النّاس، وعظُم الخَطْب [5] .
وهاجت العرب، وقطعوا الطُّرُق [6] .
[وصول الروم إلى أعمال حلب وهزيمتهم] وعلمت الرّومُ بوهْن المسلمين، فوصلوا إلى أعمال حلب فاستباحوها،
__________
[1] المنتظم 8/ 82 (15/ 246) ، العبر 3/ 159، دول الإسلام 1/ 254، تاريخ ابن الوردي 1/ 341، مرآة الجنان 3/ 45، مآثر الإنافة 1/ 336.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ 332، المنتظم 8/ 83 (15/ 246) ، الكامل في التاريخ 9/ 442، العبر 3/ 159، دول الإسلام 1/ 254، مرآة الجنان 3/ 45، البداية والنهاية 12/ 37، النجوم الزاهرة 4/ 281.
[3] هكذا في الأصل. وفي: المنتظم: «وكاشفوا» .
[4] النجوم الزاهرة 4/ 281.
[5] المنتظم 8/ 83 (15/ 246) ، البداية والنهاية 12/ 37، شذرات الذهب 3/ 229، 230.
[6] المختصر في أخبار البشر 2/ 159، تاريخ ابن الوردي 1/ 341.
الصفحة 34
647