كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)
والخطيب، وأبو صالح المؤذّن، وأبو عليّ الحسن بن محمد الصّفّار، ومحمد بن إسماعيل المقرئ، ومحمد بن مأمون المُتَوليّ، ومحمد بن عبد الملك المُظفَّريّ، وأحمد بن عبد الرحمن الكتَّانيّ، وقاضي القُضاة أبو بكر محمد بن عبد الله النّاصحيّ مفتي الحنفيّة، ومحمد بن إسماعيل بن حَسْنَويه، ولعله المقرئ، ومحمد بن عليّ العُمَريّ الهَرَويّ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ، ومكّيّ ابن منصور الكُرْجيّ، وأسعد بن مسعود العُتْبيّ، ومحمد بن أحمد الكامخيّ، ونصر الله بن أحمد الخُشْناميّ، وخلق كثير آخرهم موتًا عبد الغفّار بن محمد الشّيرويّ [1] .
تُوُفّي في رمضان من السّنة [2] .
قال عبد الغافر [3] : أصابه وقْرٌ في أُذُنه في آخر عُمره. وكان يُقرأ عليه مع ذلك [4] إلى أن اشتدّ ذلك قريبًا من سنتين أو ثلاث، فما كان يُحسن أن يسمع [5] .
وكان من أصحّ أقرانه سماعًا، وأوفرهم إتقانًا، وأتمّهم ديانة واعتقادًا، صنّف في الأصول والحديث [6] .
2- أحمد بن عبد الله بن أحمد [7] .
__________
[1] قال ابن السمعاني: وآخر من روى عنه بقيّة المشايخ أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي، وأحضرت مجلسه، وسمعت منه عنه. (الأنساب 4/ 289) .
[2] وقبره بالحيرة على يسار الطريق إذا خرجت إلى مرو، مشهور يزار. (الأنساب) .
[3] في المنتخب من السياق 81.
[4] زاد بعدها: «ويحتاط في السماع»
[5] وزاد بعدها: «وكل من سمع قبل ذلك فهو صحيح السماع منه لشدّة احتياطه» .
[6] المنتخب من السياق 80، وفيه أيضا:
ذكره الحاكم أبو عبد الله بذكر أسلافه ولم يأل جهدا في تعريف بيته ونسبه وحاله وسيره، إلّا أنه عاش بعد الحاكم إلى نيّف وعشرين وأربعمائة. وظهرت بامتداد عمره بركة إسناد الأصمّ حتى أفاد الخلق الكثير والجمّ الغفير بالسماع منه، وصارت حياته تاريخا في إسناده ... وببيته بيت العلم والتزكية. تفقّه على الأستاذ أبي الوليد القرشي وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ، وقرأ الأصول على جماعة من أصحاب الأشعري، وصنّف في الأصول والحديث. وكان نظيف النفس، ونقيّ الطهارة، مبالغا في الاحتياط، مائلا من شدّة الاحتياط إلى الوسوسة. قلّد التزكية بنيسابور مدّة، ثم قلّد القضاء بعده. وخرّج له الحاكم أبو عبد الله الفوائد سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة. ثم خرّج له أبو عمرو البحيري، وعقد مجلس الإملاء سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، فحدّث نحوا من خمسين سنة، وأملى أربعين سنة.
[7] انظر عن (أحمد بن عبد الله الدمشقيّ) في: البداية والنهاية 12/ 29، والنجوم الزاهرة 3/ 272.
الصفحة 46
647