كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)

السّلطان الكبير أبو القاسم يمين الدّولة ابن الأمير ناصر الدّولة أبي منصور.
وقد كان قبل السّلطنة يُلقَّب بسيف الدّولة.
قدِم سُبُكْتِكِين بُخارى في أيّام الأمير نوح بن منصور السّاماني [1] ، فوردها في صُحْبة ابن السُّكَيْن [2] ، فعرفه أركان تلك الدّولة بالشّهامة والشّجاعة، وتوسَّموا فيه الرّفْعَة.
فلمّا خرج ابن السُّكَيْن إلى غَزْنَةَ أميرًا عليها خرج في خدمته سُبُكْتكين، فلم يلبث ابن السُّكِين أن مات، واحتاج النّاسُ إلى من يتولى أمرهم فاتفقوا على سبكتكين وأمروه عليهم. فتمكن وأخذ في الإغارات على أطراف الهند. فافتتح قلاعا عديدة، وجرى بينه وبين الهند حروب، وعظمت سطوته، وفتح ناحية بست [3] .
واتصل به أبو الفتح علي بن محمد البستي [4] الكاتب، فاعتمد عليه وأسر إليه أموره [5] .
وكان سبكتكين على رأى الكرّاميّة [6] .
__________
[ () ] 376، وتاريخ الخميس 2/ 399، ومآثر الإنافة 1/ 329، 330، 342، وآثار الأول في ترتيب الدول 101، 155، والنجوم الزاهرة 4/ 373، 374، ومعاهد التنصيص 3/ 213، 214، وكشف الظنون 426، وشذرات الذهب 3/ 220، 221، وأخبار الدول وآثار الأول (تحقيق د.
أحمد حطيط ود. فهمي سعد) 3/ 270، 328، وهدية العارفين 2/ 401، ونزهة الخواطر لعبد الحي الحسيني 1/ 69- 74، وظهر الإسلام لأحمد أمين 1/ 283. وسبكتكين: بضم السين المهملة والباء الموحّدة وسكون الكاف وكسر التاء المثنّاة من فوقها والكاف الثانية وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون. (وفيات الأعيان 5/ 182) .
[1] تاريخ كزيدة 146.
[2] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء 17/ 484، وأما في: تاريخ البيهقي 742، والكامل في التاريخ 8/ 683، ووفيات الأعيان 5/ 175 «ابن آلب تكين» .
[3] وفيات الأعيان 5/ 175.
[4] توفي سنة 401 هـ. وقد تقدّمت ترجمته ومصادرها في الطبقة الواحدة والأربعين (حوادث ووفيات 401- 410 هـ.) .
[5] وفيات الأعيان 5/ 176.
[6] الكرّاميّة: فئة من المرجئة، تنسب إلى شيخ الطائفة أبي عبد الله محمد بن كرّام السجستاني الزاهد. كان يدعو أتباعه إلى تجسيم معبوده، وزعم أنه جسم له حدّ ونهاية من تحته والجهة التي منها يلاقي عرشه. (انظر عنهم في: الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي 215 وما بعدها) .

الصفحة 69