كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)
وقال القاضي ابن خَلِّكان [1] : هو عبد الوهّاب بن عليّ بن نصر بن أحمد ابن الحسين بن هارون ابن الأمير مالك بن طَوْق التَّغلبيّ، من أولاد صاحب الرَّحْبَة [2] . كان شيخ المالكيَّة. صنَّف كتاب «التّلقين» ، وهو مع صِغَره من خيار الكُتُب. وله كتاب «المعونة» [3] و «شرح الرِّسالة» ، وغير ذلك.
وقد اجتاز بالمَعَرَّة، فأضافه أبو العلاء بن سليمان المَعَرِيّ، وفيه يقول:
والمالكيُّ ابنُ نصْر زارَ في سَفَرٍ ... بلادَنا فحمدْنا النَّأْيَ والسَّفَرا
إذا تفقَّه أحيا [4] مالِكًا جَدَلًا ... وينشر الملك الضِّلّيل إن شعرا [5]
وقال أبو إسحاق في «الطّبقات» [6] : أدركته وسمعت كلامه في النَّظر. وكان قد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، إلْا أنّه لم يسمع منه. وكان فقيهًا متأدِّبًا شاعرًا، وله كُتُبٌ، كثيرةٌ في كلّ فنٍّ من الفقه. وخرج في آخر عمره إلى مصر، وحصل له هناك حالٌ من الدّنيا بالمَغَارِبَة.
وله في خروجه من بغداد:
سلامٌ على بغدادَ في كلِّ موطِنٍ ... وحقّ لها منّي سلام مضاعف
فو الله ما فارقتها عن قِلى [7] لها [8] ... وإنّي بشَطَّيْ جانبيها لعَارِفُ
__________
[ () ] (تاريخ دمشق 10/ 306 أ، مختصر تاريخ دمشق 15/ 283) .
[1] في: وفيات الأعيان 3/ 219.
[2] زاد بعدها: «كان فقيها أديبا شاعرا» .
[3] في الأصل: «وله كتاب المعرفة في شرح الرسالة» ، وهو وهم، والصواب ما أثبتناه، فقد فصل القاضي عياض، وابن خلكان، وغير هما الكتابين، فقال القاضي عياض: «كتاب المعونة لدرس مذهب عالم المدينة» . (ترتيب المدارك 4/ 692) وذكر كتاب (شرح الرسالة) لوحده، ومثله ابن خلكان في (وفيات الأعيان 3/ 219) . وقد وقع في: مرآة الجنان 3/ 41: «كتاب المعرفة» ، وهو تصحيف، ومع ذلك فصل بينه وبين «شرح الرسالة» .
[4] في شروح سقط الزند: «أعيا» .
[5] البيتان في: شرح سقط الزند 1740، والذخيرة ق 4 ج 2/ 518، وفوات الوفيات 2/ 420، وسير أعلام النبلاء 17/ 430، 431.
والملك الضّليل: هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، سمّي بذلك لأنه أضلّ ملك أبيه.
[6] طبقات الفقهاء للشيرازي 168، 169.
[7] في: البداية والنهاية: «عن ملالة» ، وفي الأصل: «قلا» .
[8] في: ترتيب المدارك: «لعمرك ما فارقتها عن ملالة» .
الصفحة 86
647