كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 29)

وذكره القاضي عياض فقال [1] : ولي قضاء الدّينَوَر وغيرها. وقد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، وتفقّه على كبار أصحابه ابن القصّار، وابن الجلْاب. ودرس علم الكلام والأصول على القاضي أبي بكر بن الباقِلانيّ. وصنَّف في المذهب والأصول تواليف كثيرة، وشرح «المدوّنة» [2] وكتاب «الأدلّة في مسائل الخلاف» ، وكتاب «النُّصْرة لمذهب مالك» [3] ، وكتاب «عيون المسائل» .
وخرج من بغداد لإملاقٍ أصابه [4] .
وقيل: إنّه قال في الشّافعيّ شيئًا، فخاف على نفسه فخرج.
حدَّثني بكتاب «التّلقين له أبو عليّ الصَّدَفيّ، ثنا مهديّ بن يوسف الورّاق، عنه.
قلتُ: وكان مولده في سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة [5] .
وأخوه.
__________
[ () ] 17/ 431، وفوات الوفيات 2/ 420، 421، والبداية والنهاية 12/ 33، وشذرات الذهب 3/ 224، ووردت الأبيات الأربعة الأولى في: مرآة الجنان 3/ 42، والبيتان الأولان فقط في:
بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 214.
[1] ترتيب المدارك 4/ 692.
[2] وقال: لم يتم.
[3] في ترتيب المدارك: «النصرة لمذهب إمام دار الهجرة» .
[4] قال ابن بسّام: «نبت به بغداد كعادة البلاد بذوي فضلها، وعلى حكم الأيام في محسني أهلها، فخلع أهلها، وودّع ماءها وظلّها، وحدثت أنه شيّعه يوم فصل عنها من أكابرها وأصحاب محابرها جملة موفورة وطوائف كثيرة، وأنه قال لهم: لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة وعشيّة، ما عدلت ببلدكم بلوغ أمنية» . (الذخيرة ق 4 ج 2/ 526) .
وقال: «ثم توجّه إلى مصر فحمل لواءها، وملأ أرضها وسماءها، واستتبع سادتها وكبراءها، وتناهت إليه الغرائب، وانثالت في يديه الرغائب، فمات لأول ما وصلها من أكلة اشتهاها فأكلها» وزعموا أنه قال وهو يتقلّب، ونفسه يتصعّد ويتصوّب: «لا إله إلّا الله، إذا عشنا متنا» .
[5] انظر له مقطّعات وأبياتا في: الذخيرة، ووفيات الأعيان، وغيره، ومن شعره:
يزرع وردا ناضرا ناظري ... في وجنة كالقمر الطالع
فلم منعتم شفتي قطفها ... والحلّ أنّ الزّرع للزارع
وقوله في الغزل:
وتفّاحة من كفّ ظبي أخذتها ... جناها من الغصن الّذي مثل قدّه
لها لعس خدّيه وطيب نسيمه ... وطعم ثناياه وحمرة خدّه
(بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 213 و 214) .

الصفحة 88