كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 30)

سنة خمس وأربعين وأربعمائة
[إحراق الكرخ]
فيها أحضر ابن النسويّ فقُوّيت يده، فضرب وقتل وخرّب ما كتبوا من محمد وعلي خير البشر، وطرحت النار في الكرخ ليلًا ونهارًا [1] .
[وصول الغُّز إلى حلوان]
ثم وردت الأخبار بأن الغُّز قد وصلوا إلى حلوان، وأنهم على قصد العراق، ففزع الناس [2] .
[لعن الْأشعري بنيسابور]
وفيها أعلن بنيسابور بلعن أبي الحسن الْأشعري، فضج من ذلك الشيخ أبو القاسم القشيري، وصنّف رسالة «شكاية السنة لما نالهم من المحنة» .
وكان قد رُفع إلى السلطان طغرلبك شيء من مقالات الْأشعري، فقال أصحاب الْأشعري: هذا محال وليس هذا مذهبه.
فقال السلطان: إنّما نأمر بلعن الْأشعري الذي قال هذه المقالة فإن لم تدينوا بها ولم يقل الْأشعري شيئًا منها فلا عليكم مما نقول.
قال القشيري: فأخذنا في الاستعطاف، فلم تُسمع لنا حُجّة، ولم تُقض لنا حاجة. فأغضينا على قذى الاحتمال. وأُحلنا على بعض العلماء، فحضرنا وظننا أنه يصلح الحال، فقال: الْأشعري عندي مبتدع يزيد على المعتزلة.
__________
[1] المنتظم 8/ 157، (15/ 340) ، الكامل في التاريخ 9/ 593، البداية والنهاية 12/ 64.
[2] المنتظم 8/ 157، (15/ 340) ، العبر 3/ 208، دول الإسلام 1/ 262، البداية والنهاية 12/ 64.

الصفحة 13