كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 31)

وقال أبو الحسين بْن الطُّيُوريّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
تغيّب الخلق عن عيني سوى قمرٍ ... حسْبي من الخلْقِ طُرًّا ذلكَ القمرُ
محلُّه فِي فؤادي قد تملَّكَهُ ... وحاز رُوحي فَمَا لي [1] عَنْهُ مصطبرُ
والشّمسُ [2] أقربُ منه فِي تناولها ... وغايةُ الحظّ منه للوَرَى النّظرُ [3]
ودِدْتُ [4] تقبيلَه يومًا مُخَالَسَةً ... فصار من خاطري فِي خدّه أثرُ
وكم حليمٍ رآه ظنَّه مَلَكًا ... وردَّد [5] الفِكر فِيهِ أنّه بشر [6]
وقال غيث الأرمنازيّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
إن كنتَ تَبْغي الرَّشادَ مَحْضًا ... لأمرِ دُنياك والمَعَادِ
فخالِفِ النَّفْس فِي هواها ... إن الهوى جامعُ الفسادِ [7]
وقال أَبُو القاسم النسيب: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
لا تَغْبِطَنّ [8] أخا الدُّنيا لزُخْرُفِها [9] ... ولا لِلَذَّةِ وَقْتٍ عُجِّلَتْ فَرَحَا
فالدَّهْرُ أسْرَعُ شيءٍ فِي تَقَلُّبه ... وفِعْلُهُ بَيِّنٌ للخَلْق قد وَضَحا
كم شاربٍ عسلًا فِيهِ مَنِيَّتُهُ ... وكم تقلّد سيفا من به [10] ذبحا [11]
__________
[ (- 295،) ] والوافي بالوفيات 7/ 199، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 401، وورد البيت الأول منها في: النجوم الزاهرة 5/ 88.
[1] في معجم الأدباء، والوافي بالوفيات: «وما لي» .
[2] في المعجم، والوافي: «فالشمس» .
[3] في سير أعلام النبلاء: «انظر» .
[4] في المعجم، والوافي: «أردت» .
[5] في المعجم، والوافي: «وراجع» .
[6] الأبيات في: معجم الأدباء 4/ 37، 38، وسير أعلام النبلاء 18/ 395، والوافي بالوفيات 7/ 199.
[7] البيتان في: تذكرة الحفاظ 3/ 1145، وسير أعلام النبلاء 18/ 296، والبداية والنهاية 10/ 144.
[8] في البداية والنهاية: «لا يغبطن» .
[9] في المعجم، والوافي: «بزخرفها» .
[10] في البداية والنهاية: «وكم مقلد سيفا من قربه ذبحا» .
[11] الأبيات في: تاريخ دمشق 7/ 27، ومعجم الأدباء 4/ 25، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 175، وسير أعلام النبلاء 18/ 296، والوافي بالوفيات 7/ 199، والبداية والنهاية 12/ 103،

الصفحة 110